انتهت الجولة التاسعة من المحادثات لوقف إطلاق النار في غزة، دون أي بوادر للاتفاق، وقد أصبح الأمر أكثر إلحاحًا بعد عمليات القتل المستهدفة مؤخرًا لقادة من حماس وحزب الله في إيران ولبنان، والتي نسبت إلى إسرائيل، والتعهدات بالانتقام التي أثارت مخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقًا. وارتفاع أعداد الشهداء الفلسطينيين. وأنهى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن زيارته التاسعة إلى الشرق الأوسط منذ بدء الحرب في غزة دون تحقيق أي تقدم كبير في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، محذرا من أن «الوقت هو جوهر المسألة» حتى مع إشارة حماس وإسرائيل إلى أن التحديات لا تزال قائمة. تغير الاقتراح ولم يتم الكشف إلا عن تفاصيل قليلة بشأن ما يسمى الاقتراح الذي تقدمت به الولاياتالمتحدة ومصر وقطر. وقال بلينكن إن الاقتراح «واضح للغاية بشأن الجدول الزمني ومواقع الانسحابات (العسكرية الإسرائيلية) من غزة». ووصفت حماس في وقت سابق الاقتراح الأخير بأنه تراجع عما وافقت عليه، متهمة الولاياتالمتحدة بالرضوخ لشروط جديدة من إسرائيل. ولم يصدر رد فعل فوري من الولاياتالمتحدة على ذلك. وكانت تعليقات بلينكن بشأن إنهاء مهمته الأخيرة للسلام بين إسرائيل وحماس خالية بشكل ملحوظ من التفاؤل الذي عبر عنه مسؤولو إدارة بايدن قبل رحلته وما قبلها. وقال جوناثان بانيكوف، مدير مبادرة سكوكروفت لأمن الشرق الأوسط في برنامج الشرق الأوسط بالمجلس الأطلسي، إن النبرة المتفائلة التي سادت معظم فصلي الربيع والصيف مع وصف المسؤولين الأمريكيين في بعض الأحيان لوقف إطلاق النار واتفاق الرهائن بأنه أقرب من أي وقت مضى تعكس رسائل ضرورية، على الأقل جزئيا. وأضاف «إذا لم يظهروا التفاؤل فإن ذلك لن يخلق... حتى الإمكانية الكافية لتوفير الزخم الكافي لإبقاء الأمور مستمرة». استمرار الضغط وقال بانيكوف إن الأمريكيين ليس لديهم بديل سوى الاستمرار في الضغط على إسرائيل وحماس للموافقة على إنهاء القتال عن طريق التفاوض، لكن الأمر يتعلق في الأساس برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعيم حماس يحيى السنوار، الذي ساعد في التخطيط لهجمات السابع من أكتوبر. وهما «الشخصان اللذان كانا بصراحة الأكثر تشككا منذ البداية» بشأن صنع السلام. وفي الوقت نفسه، التقى نتنياهو بمجموعات يمينية من عائلات الجنود القتلى والرهائن في غزة. وقالت المجموعات التي تعارض اتفاق وقف إطلاق النار إنه أبلغهم بأن إسرائيل لن تتخلى عن ممرين إستراتيجيين في غزة كانت السيطرة عليهما عقبة في المحادثات. ولم يعلق مكتب نتنياهو على روايتهم. ونفى مسؤول أمريكي كبير أن يكون نتنياهو قد أبلغ بلينكن بأن إسرائيل لن تغادر ممرات فيلادلفيا ونيتساريم، ووصف ذلك بأنه «غير صحيح على الإطلاق». وقال المسؤول، إن مثل هذه التصريحات «ليست بناءة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار». اتساع الفجوات وجاءت اجتماعات بلينكن في مصر، التي تقع على الحدود مع غزة، وفي قطر، التي تستضيف بعض قادة حماس في المنفى، بعد يوم واحد من لقائه بنتنياهو. ويبدو أن الفجوات الواسعة لا تزال قائمة بين إسرائيل وحماس، رغم أن التصريحات الغاضبة غالبًا ما تعمل كتكتيكات ضغط أثناء المفاوضات. لقد شهد الرجلان تحسنًا في مكانتهما السياسية في الداخل، حيث تحول انتباه الإسرائيليين من الحرب في غزة إلى صراع أوسع نطاقًا يهدد بوقوعه مع إيران وحزب الله، ومع تعزيز حماس لزعامة السنوار للجماعة. وقال بانيكوف إن هذا خفف الضغوط على كليهما لإبرام صفقة. وبينما قد تحاول الولاياتالمتحدة تقييد مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل لدفعها إلى إنهاء الحرب مع حماس، إلا أن بانيكوف يرى أن هذا قد يؤدي إلى جعل نتنياهو يتمسك بموقفه أكثر. إعادة الرهائن ويأتي لقاء نتنياهو مع العائلات في الوقت الذي أعلن فيه الجيش الإسرائيلي استعادة جثث ست رهائن اختطفوا في هجوم حماس في السابع من أكتوبر والذي بدأ الحرب، مما أثار حزنا جديدا لدى العديد من الإسرائيليين الذين ضغطوا منذ فترة طويلة على نتنياهو للموافقة على وقف إطلاق النار الذي من شأنه إعادة الرهائن المتبقين إلى ديارهم. ونظمت احتجاجات جديدة وقال أحد المتظاهرين، آدي إسرائيلي، في تل أبيب: «كلما طالت مدة بقائهم هناك، كلما حصلنا على المزيد من أكياس الجثث». وقالت القوات العسكرية الإسرائيلية إنها عثرت على جثث ست فلسطينيين في عملية ليلية في جنوبغزة، مشيرة إلى أنهم قتلوا أثناء قيام قواتها بعمليات في خان يونس. وتقول حماس إن بعض الأسرى قتلوا في غارات جوية إسرائيلية، رغم أن الرهائن العائدين تحدثوا عن ظروف صعبة، بما في ذلك نقص الطعام أو الأدوية. الغارات الجوية واستمرت الغارات الجوية في قتل المزيد من الفلسطينيين، حيث قتلت غارة جوية إسرائيلية 12 شخصًا على الأقل في مدرسة تحولت إلى ملجأ في مدينة غزة. وقالت قوات الدفاع المدني الفلسطينية، وهي قوات الاستجابة الأولية التي تعمل تحت إشراف حكومة حماس، إن حوالي 700 شخص كانوا يحتمون في مدرسة مصطفى حافظ. وقال الجيش الإسرائيلي إن الضربة استهدفت مسلحين من حماس أقاموا مركز قيادة هناك. وأفاد مراسل وكالة أسوشيتد برس الذي أحصى الجثث أن غارة إسرائيلية على دير البلح أصابت أشخاصا كانوا يسيرون في الشارع، ما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص، بينهم امرأة وطفلان. وأفاد مستشفى شهداء الأقصى، أن غارة أخرى على وسط غزة أسفرت عن مقتل خمسة أطفال ووالدتهم. وتجمع الفلسطينيون الذين شردتهم أوامر الإخلاء الإسرائيلية الأخيرة في مناطق مكتظة بالفعل. وكان أحد الأطفال في دير البلح ينام على ورق مقوى، بينما كانت الحشرات تطير حول وجهه. ضحايا الصراع أسفر الهجوم الإسرائيلي الانتقامي عن مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني تسببت الحرب في دمار واسع النطاق أجبرت الغالبية العظمى من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على الفرار من منازلهم، في كثير من الأحيان عدة مرات تخشى منظمات الإغاثة من تفشي شلل الأطفال وأمراض أخرى.