أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لنظيره الفلسطيني محمود عباس في اتصال هاتفي التزامه بإقامة دولة فلسطينية مستقلة"، حسبما ذكر الناطق باسم رئيس السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة. وأوضح أن أوباما في اتصال مساء أول من أمس "وعد عباس ببذل كل الجهد لإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بأمن وسلام واستقرار إلى جانب دولة إسرائيل". وجاء الاتصال بعد اللقاء الذي جرى بين أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في البيت الأبيض الثلاثاء الماضي، وتناول عدة قضايا بينها عملية السلام مع الفلسطينيين. وأضاف أبور ردينة أن عباس أكد لأوباما "التزامه بالانخراط في عملية سلام جادة ومستمرة تقود إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة". وأكد البيت الأبيض الاتصال، وقال إن أوباما "نوه بالحراك الإيجابي الذي نجم عن التحسن الأخير على الأرض في غزة والضفة الغربية وضبط النفس الذي أظهره الجانبان في الأشهر الأخيرة، وتقدم المفاوضات غير المباشرة المستمرة مع إسرائيل". وأضاف أن عباس وأوباما "بحثا في سبل الانتقال إلى مفاوضات مباشرة قريبا بهدف التوصل إلى تسوية نهائية للنزاع وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة تعيش بسلام وأمان مع إسرائيل". وأوضح أوباما أن المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل سيعود إلى المنطقة قريبا للقاء عباس "من أجل البناء على هذا الحراك الإيجابي لدفع أهدافنا المشتركة قدما". أما أبوردينة فقال إن أوباما أبلغ عباس أن "ميتشل سيعود إلى المنطقة الأسبوع المقبل". ووصف الاتصال بأنه "هام جدا خاصة في هذه المرحلة من المفاوضات غير المباشرة التي تبذل فيها الإدارة الأمريكية ممثلة بالرئيس أوباما شخصيا ومبعوثه ميتشل جهودا كبيرة لتحقيق تقدم على هذا الصعيد". وكان عباس كرر أكثر من مرة استعداده للدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، لكن بعد حصول تقدم في المفاوضات غير المباشرة حول قضيتي الأمن والحدود، واستمرار الوقف الشامل للاستيطان. وكشفت مصادر مقربة من عملية السلام، أن الولاياتالمتحدة تمارس الضغوط على السلطة الفلسطينية للعودة إلى المحادثات المباشرة مع إسرائيل قبل انتهاء الفترة التي حددتها الحكومة الإسرائيلية لانتهاء الوقف المؤقت للاستيطان في الضفة الغربية في 26 سبتمبر المقبل. وتريد الولاياتالمتحدة أن تكون العودة بعقد لقاء بين عباس ونتنياهو. وتتذرع الولاياتالمتحدة بموقفها بأن نتنياهو يصر على أن بحث قضية الحدود وباقي قضايا الحل النهائي يجب أن يكون من خلال المحادثات المباشرة وليس من خلال المحادثات غير المباشرة. وسيصل ميتشل خلال أيام إلى المنطقة قبيل اجتماع لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية الذي سيعقد نهاية الشهر الجاري لتقييم المحادثات غير المباشرة والمقترحات الأمريكية لخوض المحادثات المباشرة.