جميعنا يخطئ بشكل غير مقصود، نحن بشر متخبطون في أصلنا، ويجب علينا تفهم ذلك، لكن هناك أخطاء إذا وقعت يسقط فاعلها ويسقط كل جميل قدمه مهما كان جيدًا. يدخل في هذه القاعدة الجميع، حتى الوالدين، وقبل أن تمتعض مما قلته، اقرأ حتى النهاية، وقد تتفهمها على حد أدنى، وأعتقد أنك ستؤمن بها كحد أقصى. يصنف الخطأ على مرحلتين: المرحلة الأولى هي التعمد من عدمه، والمرحلة الأخرى هي حجم التأثير السلبي وتبعاته عليك من هذا الخطأ، وهناك سيكون قرارك ما بين التجاوز أو اتخاذ موقف، وهنا يجب تفعيل المنطق والعاطفة معًا.. نعم العاطفة هنا جدًا مهمة لأنها أساس العلاقات الإنسانية، لذا مشاعرك أيضًا مهمة جدًا في اتخاذ القرار، ولا تكترث لبعض الأطباء من فئة «حافظ مش فاهم»، ولا تهتم لآراء المتلاعبين من نوعية «المجرمين المعتلين». الخطأ غير العمد وتأثيره لحظي، يدمح، وينذر فاعله بعدم التكرار، أما الخطأ العمد مهما كان تأثيره؛ يعاقب صاحبه ويعاد النظر في استمرار هذه العلاقه، بما يخص الخطأ غير العمد، ولكن تأثيره السلبي كبير أو متتابع، فهذا بالتأكيد يصنف جريمة ويجب معاقبة فاعله مهما كانت صفته في حياتك. الوالدان اللذان يحبسان ابنتهما خوفًا عليها يعاقبا، نواياهما الطيبة تسقط مقابل الجرم الذي وقع عليها، الرجل الذي يضرب زوجته إذا غضب من جرحها له بالحديث، يجب التخلي عنه، وعدم السماح له بالعودة مهما اعتذر، وأيضًا يسقط كل جميل قدمه، الصديق الذي ينحدر من بيئة مختلفة عنك، ولا تجمعكم المنظومة الأخلاقية نفسها، إذا قبلك كما أنت فهذا جميل، ولكن إذا شكك في أخلاقك لأن نيته أن ينصحك بما يراه هو، ُينبذ ويسقط به كل جميل. ما أريد قوله إن التأثير العاطفي السلبي هنا، أهم من التفكير المنطقي إلى حد ما.. ونعم يكفّر العشير على حسب تصنيف أخطائه، الخير الذي يقدمه الآخر ليس دينا علينا، وكل إنسان يجب أن يكون مسؤولا عن تصرفاته بغض النظر عمن حوله، يبقى الإنسان باحترامه أو يرحل إذا وجد ما لا يعجبه دون الإساءة بالفعل، النية الطيبة لأي فعل مسيء لا يعتد بها وليس لها قيمة طالما نتائجها سلبية. أخيرًا يسقط كل خير مقابل أي خطأ له تأثير سلبي واضح، فلا تجعل المتلاعبين يقايضونك بما قدموه من جميل لتقبل سوءهم.