لا شك أن تصعيد الاحتقان الذي يمارسه مسؤولو الأندية في الإعلام بإطلاق تصريحات نارية يعد مسلكا خطيرا جدا على مستقبل كرة القدم لدينا جراء تأجيج الشارع الرياضي بمفردات «سلبية» قد تقوده إلى نتائج لا تحمد عقباها.. ولما لهذه التصريحات من خطورة أشبه بالنار التي تشتعل في الهشيم، فإننا نحذر من بلوغ مرحلة الانفلات حينها لا نستطيع السيطرة عليها، فنكون نحن أول ضحاياها. أعتقد مهما فرضت من عقوبات أو أصدرت من قرارات أمام هذه التصريحات لن تؤتي ثمارها ما لم يكن هناك تهذيب ذاتي من منطلق إيماننا بأهداف الرياضة السامية لحفظ الاحترام والتقدير في علاقاتنا مع بعض. لذلك يجب علينا كرياضيين التحلي بالأخلاق الرياضية ونشرها في كل حواراتنا ومناقشتنا وأن لا نسمح للانفلات بكل أشكاله أن يتسلل إلى سلوكنا الحضاري أو يؤثر على ثقافتنا التنافسية وحدودها الشرعية.. تصريحات منسوبي الأندية في تصوري هي مربط الفرس على اعتبار أنها الشمعة الصغيرة التي بمقدورها أن تضيء الفضاء نورا أو تحرق كل ما هو جميل حولنا، فلا نهوض لكرة القدم ما لم نقننها بالشكل الصحيح.. نتفق جميعا بأن خالد البلطان أحد الإضافات الإدارية للدوري السعودي من خلال العمل الذي قدمه كرئيس لنادي الشباب، ولكن لا يعني أنه معصوم من الخطأ، فما ذكره اتجاه رئيس اتحاد القدم يعد «سقطة» بحقه أولا قبل أن تكون انتقاصا لأحمد عيد، فأبو الوليد لم يوفق في اختيار مفرداته للتعبير عن وجهة نظره بل انساق خلف رهانات خاسرة، برغم ما نعرفه عنه من رزانة وثقل إلا أننا وجدناه يذوب في منحدر الحوار المتشنج الذي يسير عليه غالبية منتميي مجتمعنا الرياضي، بعدما أصبحت لغة الانتقاص والتقليل من جهود الآخرين سائدة بين أفراده. فما جاء في التصريح كان واضحا وصريحا ولا يحتاج إلى «نشدة شيخ»، فإذا سلمنا بحسن النوايا وتجاوزنا عن انتزاع الشخصيات الاعتبارية وما وراءها من إسقاط، فإننا حتما سنقف أمام عدة مفردات صريحة وواضحة لا يزيغ عن فهمها إلا (....) ومعان تفوح بالانتقاص بكل صوره النتنة.. خالد البلطان والذي أراه الرجل الإيجابي إلا أنه وضع المؤسسة الرياضية واتحاد القدم ومجلس إدارته على المحك وأصبح القائمون على الرياضة مطالبين أكثر من أي وقت مضى بحفظ ماء وجه الجهة التشريعية للعبة أمام كل من له ارتباط داخلي وخارجي بكرة القدم من التطاولات الفاضحة التي من شأنها أن تضعف دوره في إحكام قبضته على إنجاح اللعبة. وبعيدا عن العاطفة يجب أن نكون واقعين في تعاطينا مع مثل هذه الحالات وأن لا نكابر ونضع رؤوسنا في الرمل أمام أخطائنا، هذا إذا أردنا النهوض برياضتنا والمضي بها قدما، أما إذا أردنا العكس فكل ما علينا هو أن نترك الحبل على الغارب أمام المتسلقين.. إن عدم اتخاذ أي خطوة تحفظ لاتحاد الكرة هيبته فإن ذلك يفتح الباب على مصراعيه أمام الجميع للتهكم والتقليل وعدم الاستجابة ومزيد من الفوضى التي تصيب عمل هذا الاتحاد في مقتل، وبتالي لن يتمكن صناع القرار لحظتها من اتخاذ أي عقوبة طالما لم يستطع أن يضرب بيد من حديد على تصرفات العابثين.