الفريق أول حمد العوهلي قائد الحرس الملكي تحتفل المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا في اليوم الأول من الميزان الثالث والعشرين من شهر سبتمبر بذكرى إعلان الملك عبدالعزيز - رحمه الله - توحيد هذه البلاد المباركة، بعد ملحمة تاريخية وجهاد، وقصة كفاح فريدة وأسطورية استمرت 32 عاماً، أرسى خلالها قواعد هذا البنيان على هدي كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لتنشأ دولة فتية تزهو بشرع الإسلام وتعاليمه السمحة وتنشر السلام والخير والمحبة في كل أرجاء العالم، ليأتي من بعده أبناؤه البررة ملوك آل سعود ليواصلوا المسيرة المباركة والظافرة بنفس المنهج الذي رسمه الملك المؤسس، فحملوا الراية وأدوا الأمانة بكل إخلاص وتفانٍ وهمة في العمل نحو كل ما فيه العزة والتقدم والرقي والرخاء لخدمة الوطن والمواطن في كافة المجالات بعزيمة وإصرار، حتى وصلت المملكة في وقتنا الحاضر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين حفظهما الله إلى نهضة حضارية شاملة في كافة جوانب الحياة العمرانية والتعليمية والصحية والتجارية والصناعية، حتى واكبت الدول المتقدمة، وتسابق الزمن في التطور والتقدم لمواكبة العصر، ومعايشة المتغيرات العالمية لتشكل في مجملها إنجازات جليلة تميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته، الأمر الذي مكنها من تحقيق رقم متقدم في خارطة دول العالم. ففي عهد الملك عبدالله أصبح للمملكة وجود أعمق في المحافل الدولية، وفي صناعة القرار العالمي، وتحقق لشعب المملكة في عهده العديد من الإنجازات المهمة، منها تضاعف أعداد جامعات المملكة حتى وصلت إلى ما يقارب الثلاثين جامعة وازدياد الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات، وامتدادا للعناية بالتعليم وأهله وحرصا من خادم الحرمين الشريفين على أبنائه المبتعثين وتلمسا لاحتياجاتهم صدرت توجيهاته حفظه الله بالموافقة على إلحاق الطلاب والطالبات الدارسين حاليا والمنتظمين بدراستهم على حسابهم الخاص في المعاهد والجامعات ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ليشكلوا رافداً مهماً لدعم الجامعات السعودية، والقطاعين الحكومي والأهلي بالكفاءات المتميزة من أبناء الوطن. وامتداداً لهذا التوجه أمر المليك بإنشاء أكبر مدينة جامعية في العالم مخصصة للنساء وهي جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، فقد كان حريصا كل الحرص حفظه الله على سرعة إنجازها منذ أن وضع حجر الأساس لها، فأنجزت بوقت قياسي لتصبح بذلك أول جامعة مخصصه للبنات في المنطقة وأكبر مدينة جامعية في العالم، تحتوي على سكن للطالبات وسكن لعضوات هيئة التدريس، بالإضافة إلى وجود مراكز تسوق ومطاعم وملاعب ومختبرات ومعامل، وغيرها من المرافق الأساسية لتلبية جميع احتياجات الطالبات وعضوات هيئة التدريس، كما وافق حفظه الله على قرار مجلس التعليم العالي الخاص بإنشاء الجامعة السعودية الإلكترونية. وفي عهده حفظه الله تم إنشاء العديد من المدن الاقتصادية, ومدينة علمية وهي مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة. أما في المجال السياسي فقد حافظت المملكة على منهجها الذي انتهجته منذ عهد مؤسسها الراحل الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه القائم على سياسة الاعتدال والاتزان والحكمة وبعد النظر على كافة الأصعدة، ومنها الصعيد الخارجي، حيث تعمل المملكة على خدمة الإسلام والمسلمين وقضاياهم ونصرتهم ومد يد العون والدعم لهم كافة، منطلقة من القاعدة الأساس التي أرساها المؤسس الباني وهي العقيدة الإسلامية الصحيحة. وما حملة خادم الحرمين الشريفين لمساعدة الشعب الصومالي إلا أكبر دليل على حرصه على ذلك. وتضع حكومة خادم الحرمين حين ترسم سياساتها وبرامجها بعين الاعتبار المصلحة العامة، وتلمس احتياجات المواطنين والتصدي لأي مشكلة أو ظاهرة تبرز في المجتمع السعودي، ومن هذا المنطلق تم إنشاء عدد من الهيئات والإدارات الحكومية والجمعيات الأهلية التي تعنى بشؤون المواطنين ومصالحهم، ومنها (الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد) و(وزارة الإسكان)، كما شملت مكارمه إنشاء العديد من المدن الطبية في جميع أنحاء المملكة، وتواصلت مبادرات خادم الحرمين الشريفين لتوفير سبل العيش الكريم لأبناء هذا الوطن بكثير من الأوامر الملكية التي كان لها بالغ الأثر في نفوس المواطنين بما في ذلك زيادة رأس مال صناديق الإقراض الحكومي. كما كرس جهده ووقته - حفظه الله - من أجل خدمة الحجاج والمعتمرين في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والعالم الإسلامي بأكمله، ولعل التوسعة المباركة التي أمر بها حفظه الله ووضعه لحجر الأساس لأكبر توسعة في الحرم المكي خير شاهد، وهي توسعة تاريخية تلبي احتياجات المسلمين وتوفر لهم أكبر قدر من الراحة، سعيا من خادم الحرمين لخدمة الحجاج والمعتمرين حيث تستوعب بعد اكتمالها أكثر من مليون ومئتي ألف مصل، كما أمر خادم الحرمين بتوسعة المطاف، حيث سيتسع بعد تنفيذه بمشيئة الله تعالى لأكثر من 130 ألف طائف في الساعة. أما استتباب الأمن في البلاد فهو من الأمور التي أولاها خادم الحرمين الشريفين جل اهتمامه ورعايته منذ وقت طويل، وكان تركيزه الدائم حفظه الله على أن الاحتكام إلى الشريعة الإسلامية من أهم المرتكزات التي يجب أن يقوم عليها البناء الأمني للمملكة. إن حب الوطن هو انتماء حقيقي يتجلى في العمل على رفعته وتقدمه بإخلاص دون انتظار مقابل أو مكافأة على هذا العمل أو هذا الشعور، فهنيئا لنا بمليكنا وبقيادتنا الحكيمة الكريمة (الوطن ليس أرضا نعيش فيه ولكن هو كيان يعيش فينا). وختاماً أدعو الله تعالى أن يمد في عمر سيدي خادم الحرمين الشريفين وأن يعينه على أداء مهمته وأن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه.