لم يمنعه كبر سنه ولا تقاعده عن العمل من ممارسة هوايته المفضلة؛ الرسم، حيث اعتاد الفنان التشكيلي قالب الدلح، الذي تخطى حاجز السبعين عامًا من العمر على تجسيد ما عاشه أجداده في قرية بيش العليا بالزمن الجميل ولم تلتقطها الكاميرات في ذلك الوقت، ليوثقها بريشته من خلال لوحاته الفنية ومناسباتها المختلفة. مرسم متواضع أوضح قالب إدريس الدلح، أنه من محافظة بيش وتحديدًا من سكان قرية بيش العليا وعمره يفوق السبعين عامًا، معلم تربية فنية ومتقاعد، مضيفًا «الحقيقة كانت انطلاقتي في الفن التشكيلي بتحرر أكبر من بعد التقاعد عن العمل لأنها هوايتي المفضلة وعشقي منذ أيام دراستي، حيث بدأت بعمل مرسم متواضع في منزلي أقوم برسم لوحاتي فيه التي بلغ عددها أكثر من 130 لوحة كلها مرتبطة بمناسبات اجتماعية واقعية للحياة اليومية من تراث الآباء والأجداد، ومنها لوحة رحلة الحج، الرعي، الحصاد، الختان، العشة، دخول الكهرباء، افتتاح المدارس وغيرها من اللوحات الفنية التي جعلت من مجلس لاستقبال الضيوف معرضًا لعرضها على زواره». توثيقها بريشتي يقول إن ما جعله يتجه بفنه إلى رسم المناسبات والتراث القديم أنهم في الماضي لم يكن للتصوير حضور طاغٍ كما هو الآن في هذه الأيام فأحببت توثيقها بريشتي ورسم كامل تفاصيلها التي عشتها مع جدي ووالدي، وكيف كانت حياتهم التي كابدوها بمشقة وتعب، وكذلك البساطة والمودة والتعاون فيما بينهم، فصرت أتصورها وأرسمها إلى أن انتهيت منها، وهذا ما ميزني فلوحاتي مرتبطة بماضٍ عايشته، وبين أن له الكثير من اللوحات التي تحكي التطور الذي عاشته بلادنا والنهضة العمرانية وكذلك المناسبات الوطنية المختلفة. يفتقر للدعم أكد الدلح أنه له العديد من المشاركات في جازان منها معرض جمعية الثقافة والفنون، أكثر من مرة، ومعرض الفنون التشكيلية بالنادي الأدبي، وكذلك مشاركة بجمعية جسفت في جازان والرياض، ومعرض بيش آرت في بيش والقرية التراثية وغيرها من المناسبات الوطنية المختلفة، مؤكدًا أنه يفتقر للدعم حال الكثير من التشكيليين بالمنطقة، بل يقوم بجهود ذاتية ومنها يقول: الآن أقوم ببناء مكان في فناء منزلي، سأخصصه ليكون مستقلا وليكون مرسما ومعرضا دائما لأعمالي الفنية، وأشكر صحيفة «الوطن» الداعمة للكثير من المواهب بجازان وخارجها.