حول الفنان التشكيلي قالب إدريس الدلح، فناء منزله إلى معرض فني لعرض لوحاته ورسوماته الفنية في الهواء الطلق، حيث يمارس هوايته في منزله مرتدياً الزي الشعبي، وكان من آخر لوحاته «شبري الحاج» و «طاحنات الطحين»، وهما من العادات والتقاليد الجازانية القديمة. وأوضح الدلح أن لوحته المسماه «شبري الحاج» ترصد عادة شعبية كانت سائدة في الزمن الجميل، وهي من الفعاليات التي تقوم بها النسوة عندما يحج الحاج من القرية، وهي تحبيل شبري أو قعادة خاصة للحاج، لا يجلس عليها غيره إلا هو عند عودته من مكةالمكرمة.وشبري الحاج تعد المرحلة الثانية من فعاليات الحاج، فالمرحلة الأولى هي توديع الحاج، والثانية تحبيل شبري الحاج، والثالثة مرحلة المبشر الذي يأتي بخبر سلامة وعودة الحاج من مكةالمكرمة. توقيت التحبيل مرحلة التحبيل عادةً ما تكون بعد عيد الأضحى بأيام، حيث تستعد الأسرة لتحبيل شبري خاص بالحاج، وهنا تجهز قعادة مكونة من سرير من الخشب وحبال خاصة بذلك، ثم يستدعى المحبل وعادة يكون رجلاً كبيراً في السن وماهراً في المهنة، ثم تحدد صاحبة البيت يوما محددا لهذه الفعالية، ويوضع الشبري في وسط العشة المزينة بالشرعة والمزخرفة بألوان جذابة، ثم تأتي النسوة المجاورات لصاحبة الشبري، وكل وحدة تأخذ موقعها، ويبدأ المحبل في تحبيل الشبري. أهازيج شعبية تبدأ الأهازيج الشعبية الجميلة التي تُبشّر بعودة الحاج إلى بيته، ومن هذه الأهازيج «يوم تحبيل القعادة قد سرح يوم السعادة قيل الوادي يغيل يوم يا جينا بشير» ويقول بيش المقيل: عندنا جمعة وعيد يوم تحبيل القعادة كانت أيام السعادة والجميع فيها سرور وأثناء الأهازيج كل وحدة معاها نقود تضعها في علبة صغيرة مخصصة لذلك، وعادة تكون النقود معدنية من قرش وقرشين وأربعة قروش، وتكون هذه النقود مساعدة لصاحبة البيت في دفع أجرة المحبل. وبعد انتهاء تحبيل الشبري يوضع في مكان آخر ربما عشة صغيرة، ويوضع عليه شوك؛ حتى لا يقربه أحد حتى يعود الحاج ويزال عنه الشوك ويوضع وسط العشة وأول ما يوصل الحاج يجلس على شبربه الجديد، وتتم عمليه السلام على الحاج وتهنئته بقضاء فريضة الحج وسلامة وصوله إلى أهله سالما معافى. طاحنات الطحين أشار الدلح إلى أن فكرة لوحة طاحنات الطحين في تلك الحقبة من الزمن الجميل عندما كانت الحياة بسيطة والجيران لا تفصل بينهم حواجز سوى سور من القش، كانت النسوة يجتمعن عند بعض الجارات عصرا أو صباحا لطحن حبوب الذرة، ويتجاذبون أطراف الحديث ببعض الأهازيج أثناء الطحين، وهذه تساعدهم على طحن أكبر كمية من الحب كانت أيام جميلة في صفاء النفوس وحب الخير للغير. وقت للرسم بين الدلح أنه «يمارس حياته اليومية كأي شخص يتمتع بوقته بين أسرته ومجتمعة، ويخصص وقتا في الصباح والمساء لمزاولة الرسم، إذا وجد الفكرة لعمل جديد»، وقال إن «له شرف المشاركة الفنية على مستوى المنطقة مع الفنانين في جمعية الثقافة والفنون، حيث أقمت معرضا مصاحبا لأمسية شعرية في بيش قبل شهر تقربيا، إضافة إلى معرض مشترك لفناني بيش في بداية العام الهجري». انعدام الدعم أشار الدلح بالنسبة للمعرض الخاص فهو سابق لأوانه لعدم وجود مؤسسات تدعم إقامة معارض تشكيلية، لكن لدي معرض دائم في منزلي متحرك حسب زيارة أي جهة، مضيفاً «استانداتي ولوحاتي جاهزة والمساحة المطلوبة جاهزة، وأرحب بالإعلام لمشاهدة معرضي في الهواء الطلق، ولدي العديد من اللوحات بعضها تلفت مع الوقت والبعض فقدت». فنان تشكيلي يحول منزله إلى معرض فني يمارس الرسم بالزي الشعبي يطالب بدعم المؤسسات لإقامة معرض خاص ينتظر دعم الجهات الإعلامية له