د. عبدالله إبراهيم الشريف يطل علينا اليوم الوطني من كل عام لنحتفل بالذكرى الثانية والثمانين لتوحيد المملكة العربية السعودية ونحن نعيش استقرارا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، في حين العالم من حولنا يشهد تغييرات وتحديات زعزعت أمنهم وشقت وحدتهم وهددت حاضرهم ومستقبلهم، أما مملكتنا الحبيبة فقد حباها الله بشعب مخلص وفي وقيادة حكيمة ذات رؤية استراتيجية أولت جل اهتمامها لبناء الإنسان السعودي الذي يعد محور التنمية والاستثمار الناجح لمستقبل واعد فتبادل الطرفان المحبة والولاء والإخلاص. ويكمن جمال القصة التاريخية بروعة تفاصيل ملحمتها البطولية الخالدة التي دامت أكثر من 30 عاما حيث تمكن قائدها ومؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه من جمع شتات المملكة ونقلها من مرحلة اتسمت بظواهر الفوضى والجهل والغزو إلى مرحلة أمن واستقرار وتنمية، وجاء اختيار الملك عبدالعزيز ليوم الخميس الموافق 23 سبتمبر 1932 لإعلان قيام المملكة العربية السعودية. ومنذ ذلك التاريخ انطلقت مسيرة البناء الحقيقي، وأصبحت المملكة دولة باحثة عن العلم والتطور سائرة بخطى حثيثة نحو غد أفضل مما حقق لها الريادة في الكثير من المجالات ووضعها في مصاف الدول الحضارية وتبوأت موقعا مؤثرا على الساحة السياسية والاقتصادية والدينية. خارجيا برز دور المملكة في محاولاتها للحفاظ على استقرار الدول العربية ووحدة شعوبها وحماية أرواحهم في ظل الظروف التي تواجهها تلك الدول من أزمات سياسية صعبة، بما يعرف باسم "الربيع العربي" فكان للممكة دور بارز في معالجة أزمة البحرين وسورية ومحنة اليمن الأخيرة وتقدمت بمبادرات وحلول سياسية تنهي الصراع السياسي فيها. وعلى الصعيد العلمي والصحي فقد شهدت المملكة نهضة في التعليم والاهتمام بالعلوم والآداب تمثلت في التوسع في بناء المدارس والجامعات في مختلف مناطق المملكة، وتشجيع البحث العلمي والاهتمام بالبعثات العلمية لأبنائها في كل أنحاء العالم المتقدم، هذا بالإضافة إلى ما حققته المملكة من إنجازات في المجال الطبي والرعاية الصحية حتى أصبحت تلقب ب(مملكة الإنسانية) فشيدت المستشفيات الخدمية الصحية بمستوياتها الأربعة وإدراج استراتيجيات تضمن التوزيع العادل للخدمات الصحية لكل مواطن فوق ثرى هذا الوطن، كذلك حققت الصناعات نموا سنويا ملحوظا في الكثير من الصناعات المختلفة ومن أهمها الصناعات البتروكيماوية أيضا أنشأت القطاعات الخدمية الأخرى مثل وزارة الخدمة المدنية ووزارة العمل لتوفير فرص العمل مما يحقق مزيدا من الرفاهية التي تحرص الدولة أن تحققها لأبنائها. الكثير من المنجزات التي نفخر بها ولكن قد لا يسعنا ذكرها عبر أسطر متواضعة بل تحتاج لمئات الكتب التي ترصد وتوثق هذا الإنجاز التاريخي. وإنه لمن دواعي السرور أن أهنئ في هذه الذكرى العزيزة الوطن والمواطنين، وأن أشاركهم الفرحة بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني سائلاً الله أن يحفظ لنا هذا الوطن القوي بعقيدته المزدهي بتطوره والراسخ بأمنه وأن يحفظ لنا حكومتنا الرشيدة في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظهم الله ذخرا وأعزهم بالإسلام وأعز الإسلام بهم.