يطل علينا هذا اليوم من كل عام لنحتفل بالذكرى الثانية والثمانين لليوم الوطني للمملكة العربية السعودية ونحن نعيش استقرار سياسي واقتصادي واجتماعي في حين العالم من حولنا يشهد تغييرات وتحديات زعزعة امنهم وشق وحدتهم وهددت حاضرهم ومستقبلهم، اما مملكتنا الحبيبة فقد حبها الله بشعا مخلصا وفيا وقيادة حكيمة ذات رؤية استراتيجية اولت جل اهتمامها ببناء الانسان السعودي الذي يعد محور التنمية والاستثمار الناجح لمستقبل واعد فتبادلا الطرفان المحبة والولاء والاخلاص. وتكمن جمال القصة التاريخية بروعة تفاصيل ملحمتها البطولة الخالدة التي دامت اكثر من 30 عاماً حيث تمكن قائدها ومؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه من جمع شتات المملكة ونقلها من مرحلة اتسمت بظواهر الفوضى والجهل والغزو الى مرحلة امن واستقرار وتنمية وجاء اختيار الملك عبدالعزيز ليوم الخميس الموافق 21 جمادى الاولى من نفس العام الموافق 23 سبتمبر 1932م لاعلان قيام المملكة العربية السعودية. ومنذ ذلك التاريخ انطلقت مسيرة البناء الحقيقي واصبحت المملكة دولة باحثة عن العلم والتطور سائرة بخطى حثيثة نحو غداً افضل مما حقق لها الريادة في الكثير من المجةالات ووضعها في مصاف الدول الحضارية وتبوئها موقعا مؤثرا على الساحة السياسية والاقتصادية والدينية. خارجياً برز دور المملكة في محاولاتها للحفاظ على استقرار الدول العربية ووحدة شعوبها وحماية ارواحهم في ظل الظروف التي تواجهها تلك الدول من ازمات سياسية صعبة بما يعرف باسم «الربيع العربي» فكان للمملكة دور بارز في ازمة البحرين وسوريا ومحنة اليمن الاخيرة وتقدمت بمبادرات وحلول سياسية تنهي حالة الصراع السياسي فيها. وعلى الصعيد العلمي والصحي فقد شهدت المملكة نهضة في التعليم والاهتمام بالعلوم والآداب تمثلت في التوسع في بناء المدارس والجامعات في مختلف مناطق المملكة وتشجيع البحث العلمي والاهتمام بالبعثات العلمية لابنائها في كل انحاء العالم المتقدم هذا بالاضافة الى ما حققته المملكة من انجازات في المجال الطبي والرعاية الصحية حتى اصبحت تلقب ب (مملكة الانسانية) فشيدت المستشفيات الخدمية الصحية بمستوياتها الاربعة وادراج استراتيجيات تضمن التوزيع العادل للخدمات الصحية لكل مواطن فوق ثرى هذا الوطن كذلك حققت الصناعات نموا سنويا ملحوظا في الكثير من الصناعات المختلفة ومن أهمها الصناعات البيتروكيماوية ايضا انشئت القطاعات الخدمية الاخرى مثل وزارة الخدمة المدنية ووزارة العمل لتوفير فرص العمل مما يحقق مزيدا من الرفاهية التي تحرص الدولة ان تحققها لابنائها. الكثير من المنجزات التي نفخر بها ولكن قد لا يسعنا ذكرها عبر اسطر متواضعة بل تحتاج لمئات الكتب التي ترصد وتوثق هذا الانجاز التاريخي. وانه لمن دواعي السرور ان اهنىء في هذا اليوم المبارك الوطن والمواطنين، وان اشاركهم الفرحة بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني سائلاً الله ان يحفظ لنا هذا الوطن القوي بعقيدته المزدهي بتطوره والراسخ بأمنه وان يحفظ لنا حكومتنا الرشيدة في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله لنا ذخراً وأعزهما بالاسلام وأعز الاسلام بهما.