إن أعداد عيادات التجميل في الرياض تفوق ال200 عيادة وهي في إزياد متسارع غير مسبوق ويعود ذلك لعدة جوانب أهمها هي التأثيرات الاجتماعية والإعلامية بقيادة مشاهير السوشل ميديا الذين يلعبون دورا كبيرا في رسم معايير الجمال (المثالية) مما شكل حالة من الهوس لدى الفتيات اللاتي يتسابقن على عمليات التجميل يوما بعد آخر كأنهن في مارثون وهن داخل أروقة العيادات باحاثات عما يحسن من مظهرهن ويعزز جمالهن على الرغم من أنهن ينفقن الكثير من المال في سبيل الوصول إلى أعلى درجة من الجمال غير مدركين حقيقة الجمال في واقع الحال وأنه لا توجد معايير من الأساس يستند عليها بل هي ذائقة قد تختلف من شخص لآخر (لولا اختلاف الأذواق لبارة السلع). والأمر في الحقيقة لم يقتصر على الفتيات فقط بل هناك من الشباب من دخل في سباق (البوتكس والهوليود) وظل يتجول بين العيادات باحثا عن ابتسامة براقه وأنف مستقيم ولحية كثيفة وما شابه. إن هوس التجميل لم يأت من فراغ بل وراء ذلك آثارا نفسية واضحة هي من تدفع بصاحبها نحو التغير الشكلي والمظهر الخارجي ومن المفترض النظر إلى تلك الآثار والعمل على حلها إن دور الطب النفسي يعتبر دورا حاسما في تقييم الصحة النفسية لمن أراد أن يجري عملية تجميلية -خصوصا- إذا كان هناك اشتباه بوجود اضطرابات نفسية تؤثر على قراره ففي بعض الحالات يكون العلاج النفسي بديلا مناسبا للجراحة التجميلية و- من وجهة نظري- أرى بأن يتم دمج عيادات الطب النفسي مع عيادة التجميل فالتوازن بين العيادات مهم للغاية للتعامل مع الأشخاص الراغبين في إجراء العمليات التجميلية بشتى أنواعها وأن يكون هناك تعاون متبادل بين العيادتين حيث يمكن للجراحين التجميليين إحالة المرضى إلى الأطباء النفسيين إذا كان هناك شك في وجود اضطرابات نفسية و-من ناحية أخرى- يمكن للأطباء النفسيين إحالة مرضاهم إلى عيادات التجميل إذا كانوا يعتقدون أن العملية التجميلية قد تكون مفيدة لهمكما أود أن يكون هناك تقييم مشترك لتحديد أفضل نهجا علاجيا للمريض بدلا من استغلال رغباتهم الملحة في تحسين مظهرهم أخيرا أقول يعد التعاون بين العيادات التجميلية والطب النفسي أساسا لضمان الوصول إلى نتائج إيجابية وصحية للمرضى الساعين وراء عمليات التجميل بغرض الوصول لحد الجمال الذي لا وجود له