يلقي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران صاحب السمو الملكي الأمير سلمان عبدالعزيز، السبت المقبل بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة محاضرة علمية عن منهج الاعتدال السعودي، ضمن أنشطة وبرنامج كرسي الأمير خالد الفيصل للاعتدال السعودي في الجامعة، الذي أنشئ قبل عامين بهدف تكريس مفهوم الاعتدال في المجتمع، وفق منظور ونهج مؤسس البلاد الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه وأبنائه من بعده. وينتظر أن يقدم سموه محاضرة تتناول رؤية تاريخية لمنهج الاعتدال السعودي، بحضور جمع من أصحاب الفضيلة العلماء وأصحاب السمو الأمراء وأعضاء هيئة التدريس والطلاب والطالبات، وتتزامن زيارة سموه مع احتفالات المملكة بالذكرى الثانية والثمانين لليوم الوطني. إلى ذلك، تستضيف جامعة الملك عبدالعزيز صباح اليوم جلسات علمية في ندوة "الاعتدال السعودي.. شواهد ومواقف" يتحدث خلالها عدد من الأكاديميين عبر المحور السياسي والاجتماعي والتاريخي والاقتصادي، المتصلة بمنهج الاعتدال الذي قامت عليه المملكة، وهو ما أشار إليه أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل في كلمته في اليوم الوطني قائلا: "حين عارض أصحاب الفكر المتطرف، احتكم الملك عبدالعزيز إلى حوارات وطنية غطت أرجاء البلاد فانتصرت لما رآه، وحين واجهه المعارضون بعدها بالسلاح رد عليهم بالمثل، وفرض التطوير والتحديث، رافضا القعود بالمجتمع والجمود بأفكاره". وتابع "وعلى نهج المؤسس سار أبناؤه من بعده، يبني كل منهم على ما بنى سابقه، ويضيف بضمانة منهج الاعتدال السعودي، حتى وصلت البلاد إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك المطور والمبادر عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - الذي تعيش فيه البلاد نقلة حضارية نوعية يشهد بها القاصي والداني، والشواهد عليها أكثر من أن تحصى، من أهمها صمود الاقتصاد السعودي في الأزمات العالمية، ودخول المملكة نادي الدول العشرين، وثقلها السياسي المتعاظم بحكمة القيادة وثبات سياساتها، وتطوير التعليم وزخم الابتعاث، والمشاريع الضخمة للحرمين الشريفين والمشاعر، إلى غير ذلك مما تراه كل عين منصفة. على أن مشروعنا التنموي الوطني الجسور، لم يسلم - طوال مسيرته - من تحالف عدائي (عجيب) بين ثلة الغاوين الخارجين من أبناء الوطن، ممثلاً في موجات الإرهاب والتكفير والقتل والتدمير، التي لفظت رمقها الأخير، بضبط خلية في كل من الرياضوجدة أخيرا - بفضل الله - ثم بيقظة قواتنا الأمنية الباسلة واستباقتها العبقرية. وبين أعداء الخارج - القريب والبعيد على السواء - الذين لا يروق لهم ما نحن فيه من الأمن والرخاء، والتطوير والبناء في عالم مضطرب مأزوم، ولا يطمئنهم قطار التنمية السعودي منطلقاً بالسرعة الفائقة نحو العالم الأول. وعلى رغم الحاقدين في الخارج، والغاوين والمغرر بهم في الداخل، استطاعت بلادنا أن تشق طريقها إلى العصر بفضل "منهج الاعتدال السعودي" الذي أسس له الملك عبدالعزيز، والذي أتاح لهذه المملكة أن تقدم للعالم النموذج الإسلامي المطور، الذي يوازن بين الأصالة والمعاصرة، ولا يحرم أمة الإسلام مواكبة العالم المتقدم". وشدد الأمير خالد، على أنه في غمرة الفرحة التي نعيشها بهذا العود الحميد لهذه المناسبة الوطنية العزيزة على قلوبنا، علينا جميعا أن نواصل تحسين نسيجنا المجتمعي المكين والواعي، وهذا التلاحم الفريد بين القيادة والمسؤول والمواطن، الذي يشهد بهما العالم، وأن نتصدى لأي محاولات للخروج - في أي اتجاه - عن "منهج الاعتدال السعودي" الذي قامت عليه بلادنا ونهضت في أمان، وبفضله استطاعت أن تحرر موقعها المميز في صدارة المشهد العالمي. وبهذا يتجدد احتفالنا بهذه المناسبة، مواكبا لاحتفالنا بالمزيد من مشاريع التطوير والتحديث والإنجاز.