دعا زعيم حركة النهضة الإسلامية التونسية راشد الغنوشي إلى "تشديد القبضة" الأمنية على مجموعات محسوبة على التيار السلفي الجهادي هاجمت الجمعة الماضية مقر السفارة الأميركية احتجاجاً على عرض الفيلم المسيء. وقال "هؤلاء لا يمثِّلون خطراً على النهضة فقط، بل على الحريات العامة في البلاد وعلى أمنها، لذلك ينبغي للجميع التصدِّي لهم بالوسائل القانونية ومحاربتهم، لأنه حدث إخلال بالنظام واستخدام سيئ للحرية من طرف مجموعات لا تؤمن بالحرية". وأضاف "عندما تجاوزوا القانون وهدَّدوا صورة تونس ومصالحها وقوانينها تصدت لهم الدولة وقتلت واعتقلت منهم. وأتوقع أن تستفيد الثورة من واقعة مهاجمة السفارة الأميركية من أجل سد هذه الثغرة التي تسرب منها هؤلاء". وتابع "أما اعتقالهم بالجملة بتهمة الانتماء للتيار السلفي الجهادي فذلك غير قانوني. هؤلاء ليسوا فوق القانون والقانون يسري عليهم كما يسري على غيرهم. لسنا في حرب مع أفكار أو تنظيمات، بل نحن في حرب مع من يتجاوز القانون سواء كان إسلامياً أو علمانياً. والنهضة لن تحاكم الناس على أفكارهم بل على أفعالهم". من جهة أخرى انتقد وزير الشؤون الدينية نور الدين الخادمي حملات الإساءة المتكررة إلى الإسلام والرسول صلى الله عليه وسلم، وقال إنها "تأتي لضرب الربيع العربي والبناء الحضاري في دول المنطقة بعد الثورات". وأضاف "الفيلم الأميركي المسيء ومن بعده رسومات الكاريكاتير بصحيفة "شارلي إبدو" الفرنسية يهدف إلى تشويه الربيع العربي واستدراج الشعوب إلى العنف والفوضى والاضطراب الاجتماعي والانفلات الأمني. وتعطيل البناء الحضاري في دول المنطقة بعد ثورات الربيع العربي التي انتهت بإسقاط الأنظمة الدكتاتورية". ودعا التونسيين إلى الابتعاد عن العنف والحفاظ على سلامة السفارات، وقال "من حق المسلمين أن يظهروا غيرتهم على الإسلام ولكن بطريقة سلمية وحضارية، وأن يقيموا الحجة على المسيئين". وكانت وزارة الداخلية قد حظرت أمس الأول المظاهرات في عموم البلاد عملاً بأحكام الطوارئ التي ما زالت سارية في تونس منذ قيام الثورة العام الماضي. وتأتي هذه الخطوة لتفادي أي ردود فعل عنيفة. تونس: الوكالات