نائب وزير الخارجية يفتتح القسم القنصلي بسفارة المملكة في السودان    القبض على ثلاثة مقيمين لترويجهم مادتي الامفيتامين والميثامفيتامين المخدرتين بتبوك    أسمنت المنطقة الجنوبية توقع شراكة مع الهيئة الملكية وصلب ستيل لتعزيز التكامل الصناعي في جازان    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    تنفيذ حكم القتل بحق مواطنيْن بتهم الخيانة والانضمام لكيانات إرهابية    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    استشهاد أربعة فلسطينيين في غارة إسرائيلية على منزل وسط قطاع غزة    إقبال جماهيري كبير في اليوم الثالث من ملتقى القراءة الدولي    "مجدٍ مباري" احتفاءً بمرور 200 عام على تأسيس الدولة السعودية الثانية    التعادل يسيطر على مباريات الجولة الأولى في «خليجي 26»    مدرب البحرين: رينارد مختلف عن مانشيني    فتيات الشباب يتربعن على قمة التايكوندو    رينارد: مواجهة البحرين صعبة.. وهدفنا الكأس الخليجية    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    200 فرصة في استثمر بالمدينة    «العالم الإسلامي»: ندين عملية الدهس في ألمانيا.. ونتضامن مع ذوي الضحايا    «الأرصاد»: طقس «الشمالية» 4 تحت الصفر.. وثلوج على «اللوز»    ضبط 20,159 وافداً مخالفاً وترحيل 9,461    إصابة 14 شخصاً في تل أبيب جراء صاروخ أطلق من اليمن    سفارة السعودية بواشنطن تحتفي باليوم العالمي للغة العربية    «كنوز السعودية».. رحلة ثقافية تعيد تعريف الهوية الإعلامية للمملكة    وفد «هارفارد» يستكشف «جدة التاريخية»    حوار ثقافي سعودي عراقي في المجال الموسيقي    ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف الشريف    «عكاظ» تنشر توصيات اجتماع النواب العموم العرب في نيوم    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    السعودية أيقونة العطاء والتضامن الإنساني في العالم    الحربان العالميتان.. !    رواية الحرب الخفيّة ضد السعوديين والسعودية    هل يجوز البيع بسعرين ؟!    ضبط (20159) مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    12 مليون زائر يشهدون أحداثاً استثنائية في «موسم الرياض»    رأس وفد المملكة في "ورشة العمل رفيعة المستوى".. وزير التجارة: تبنّى العالم المتزايد للرقمنة أحدث تحولاً في موثوقية التجارة    الإستثمار في الفرد والمجتمع والوطن    وزير الطاقة وثقافة الاعتذار للمستهلك    مدرب الكويت: عانينا من سوء الحظ    معرض وزارة الداخلية (واحة الأمن).. مسيرة أمن وازدهار وجودة حياة لكل الوطن    رحلة إبداعية    «موسم الدرعية».. احتفاء بالتاريخ والثقافة والفنون    سمو ولي العهد يطمئن على صحة ملك المغرب    لمحات من حروب الإسلام    التعادل الإيجابي يحسم مواجهة الكويت وعُمان في افتتاح خليجي 26    «يوتيوب» تكافح العناوين المضللة لمقاطع الفيديو    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    المؤتمر الإعلامي الثاني للتصلب المتعدد: تعزيز التوعية وتكامل الجهود    طريقة عمل شوربة البصل الفرنسية    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    أمير القصيم يرعى انطلاق ملتقى المكتبات    محمد بن ناصر يفتتح شاطئ ملكية جازان    القبض على شخص في الرياض لترويجه المخدرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي    محمد آل فلان في ذمة الله    ضيوف خادم الحرمين يشيدون بعناية المملكة بكتاب الله طباعة ونشرًا وتعليمًا    المركز الوطني للعمليات الأمنية يواصل استقباله زوار معرض (واحة الأمن)    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المعرض التوعوي "ولاء" بالكلية التقنية    شيخ شمل قبائل الحسيني والنجوع يهنى القيادة الرشيدة بمناسبة افتتاح كورنيش الهيئة الملكية في بيش    الأمير محمد بن ناصر يفتتح شاطئ الهيئة الملكية بمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية    السيسي: الاعتداءات تهدد وحدة وسيادة سورية    رئيس الوزراء العراقي يغادر العُلا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



“ريفان” .. بأي ذنب قُتِلت ؟!
نشر في المدينة يوم 06 - 04 - 2010

لا تحكموا بسرعة من قراءة العنوان ، فصاحبة المأساة نعم “حيّة” ولازالت تعيش بيننا ولكنها “في عداد الأموات” ..إنها مجرد جسد ينبض بالحياة فقط ولكن لا يتحرك ، لا يتألم .. لا يشعر بما يدور حوله . خطأ طبي حوّل حياة أسرة الى جحيم ، حوّل طفلة إلى مجرد “كومة” قابعة في سريرها لمدة 24 ساعة ولا أحد سوى الله يعلم الى متى تستمر تلك الحالة . فبسبب قطع الاكسجين عنها بعد ولادتها تغيّر الحال : تلف في خلايا المخ وشلل ر باعي. فلا تشاهد غير جسد صغير ممدد لا يتحرك فيه غير نبضات قلبها . وقد زرع في بطنها أنبوب موصول بالمعدة مباشرة لاعطائها جرعات الحليب عبر هذا الأنبوب وكأنها سيارة يتم امدادها ب «البنزين» عبر انبوب الضخ .. فهل هناك مأساة أكبر من ذلك ؟ . وتنظر الهيئة الطبية الشرعية تلك القضية اليوم لتحديد حجم الخطأ الطبي وهو ما يعوّل عليه الأب الذي يطالب ب 3 ملايين ريال تعويض .. حيث يتساءل : ما ذنب طفلتي ولماذا اغتيلت براءتها .. هل مطالبتي بتعويض طفلتي بمبلغ 3 ملايين ريال لإعانتها طوال عمرها غريبا ؟.. أليس من حقها؟ . ويبدأ الاب (ماجد) في سرد مأساة ابنته “ريفان” ويقول: بدأت معاناتي منذ فجر ولادة طفلتي بتاريخ 29/7/1430ه في احد المستشفيات الخاصة بجدة حيث كنت انتظر هذه المولودة لتثير بضحكاتها جنبات حياتي .. ولكن للأسف .. حتى صرخة المولود خطفت من ثغرها الصغير عند ولادتها وبدل أن تصرخ هي ، صرخت أمها : ( وامصيبتاه ) .. نتيجة خطأ طبي أثناء الولادة بسبب قطع الأكسجين عنها مما تسبب في تلف شديد في خلايا المخ لتعلن وفاتها كطفلة سليمة قبل أن آخذ تبليغ ولادتها ولم تكتف إدارة المستشفى بهذه الكارثة وترحم حالتي وضعف ابنتي لتتجرد من كل مبادئ الإنسانية بحثاً عن المصلحة المادية .. وهي قصة تكاد تكون درامىة التمثيل لكادر طبي لايعرف من الإنسانية إلاّ اسمها. ويضيف: بعد ولادة طفلتي أخفت الطبيبة المعالجة نتائج الولادة السلبية فبعد الولادة أدخلت الطفلة العناية المركزة مباشرة وعندما سألت الطبيب المختص بقسم عناية الأطفال أفاد بأنها تحتاج إلى أكسجين ومتابعة حالها فقط وسوف يكلفني بقاؤها في قسم العناية مبلغ ألفي ريال يومياً فرضخت للأمر وقمت بسداد المبلغ لمدة ثلاثة أيام وبعدها سألت أخصائي الأطفال عن حالتها فأفاد بأنها في تحسن وستخرج قريباً .. ولكن طال بقاؤها في المستشفى وأصبحت لا أستطيع تحمل تكاليف علاجها فتقدمت لإدارة الشؤون الصحية بجدة لنقلها لأحد المستشفيات الحكومية ، ولكن تعذر وجود مكان لها فقامت الشؤون الصحية مشكورة بتحمل تكاليف علاجها في المستشفى وبعد أسبوع من الانتظار وكنت يومياً أتابع حالتها سألت أخصائي الأطفال المتابع لحالتها وطلبت منه إبلاغي بحالة طفلتي ولماذا طال بقاؤها هنا أخبرني بأنها تعاني من تشنجات وستخرج فور تحسنها وبعد مرور عشرة أيام ومتابعتي اليومية المستمرة سألت الدكتور المسؤول عن قسم الحضانة عن حالتها وتأخر خروجها فأخبرني بأنها تعاني من صعوبة في البلع فقط وستخرج في أقرب وقت وكنت مازلت انتظر هذا اليوم وأترقبه فطفلتي لم تحضنها أمها منذ ولادتها وحرمت من تقبيلها ومداعبتها وملامسة يديها الناعمتين كما يفعل الاباء والامهات ووضعنا ملابسها في أكياس مشترياتها مركونة في إحدى زوايا الغرف وأنا انظر إليها كل مساء وأمها تقلبها وتقبلها لتنام والدمع على خديها. عندما تسقط الأقنعة بعد مرور 18 يوما على وجودها في الحضانة جئت في المساء على غير وقتي المعتاد حيث كانت ظروفي عملي تجعلني أحضر بعد صلاة الظهر وحينها قابلت بالصدفة ولأول مرة أخصائي الأطفال فسألته عن حالة ابنتي ، وكانت ليلة مظلمة قُتلت معها كل حلم وأمل عندما نظر في نتائج أشعة الرنين ونظري بتعجب وسألني باستغراب ألم يبلغك استشاري الأطفال بحالتها .. واستطرد قائلاً بأن طفلتي حالتها توصف بالكارثة فنتيجة لخطاْ طبي أثناء الولادة قطع عنها التنفس وبسبب ذلك حدث لها تلف في خلايا المخ وربما تعيش بإعاقات كثيرة ، وانتظرت انتظار المحكوم عليه إلى صباح اليوم الثاني وتوجهت إلى مدير العيادات وطلبت منه إصدار تقرير طبي لحالة ابنتي لأعرف ماذا حدث لها وماهي حالتها .. وهُنا بدأت تتضح معالم المؤامرة والتستر عندما زودني بتقرير طبي مفاجئ بأن حالة إبنتي جيدة مستقرة ولم يتطرق لما حدث لها أثناء الولادة من انقطاع الأكسجين ولا لنتائج أشعة الرنين المغناطيسي التي تبين تلف خلايا المخ .. فعدت مرة أخرى لاخصائي الاطفال الذي أبلغني بنتائج الأشعة ليتأكد مما ذكره في المساء فأخذ ملف ابنتي وفتح الملف وأغلقه ثم نظر إلي في ذهول وقال: هل تريد الحقيقة .. لقد تغيّرت النتائج التي أشاهدها الآن عن ما كانت عليه بالأمس .. فأحسست حينها وكأني داخل دائرة للمخابرات تتطلب كل أساليب المكر والدهاء للعيش فيها ولست في مستشفى يعنى بشفاء المرضى وإراحة آلامهم .. فطلبت من الدكتور ان يعطيني الحل كيف يهربون بهذا الجرم .. فقال: عليك بأن تحضر طبيبا استشاريا من خارج إدارة المستشفى ليكشف لك الحقيقة وأنصحك بالاستشاري الدكتور ماهر خليفه من احد المستشفيات الخاصة فهو استشاري متخصص في أعصاب الأطفال وسوف يكشف الحقيقة . معالم الحقيقة الأليمة وتتواصل المأساة .. بناء على النصيحة قمت بإحضار الاستشاري الدكتور ماهر خليفه .. وبعد معاينته الظاهرية للحالة ومشاهدة أشعة الرنين المغناطيسي وملف الحالة .. أفاد بأن التقارير الموجودة في الملف والنتائج لا تتوافق مع الكشف والمعاينة الظاهرية لحالة الطفلة .. وأوصاني بضرورة سرعة نقل الحالة إلى أي مستشفى آخر فالعناية الطبية التي شاهدها من الكادر الطبي في غرفة العناية المركزة بحسب وصفه سيئة جداً ومن أسوأ ماشاهد خلال مسيرته العملية .. وطلب ضرورة إجراء أشعة رنين جديدة في مستشفى خاص اخر حيث أن الملف الطبي متضارب مع الكشف الطبي الظاهري للطفلة ، وطلب من طبيب الأطفال تزويده بتقرير دقات قلب الطفل أثناء الولادة ، وبالفعل قمت بنقل الطفل بواسطة الإسعاف إلى احد المستشفيات الخاصة حيث تم إعادة تصوير أشعة الرنين وبعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة جاءت الشدائد تسابق المصائب حينما استدعاني الدكتور إلى مكتبه وطلب مني الجلوس ليهيئني بكلمات الصبر عند الشدائد وبقدرة الله على صنع المعجزات وصرخت فيه صرخت الملهوف: أرجوك يادكتور أرق قطرات الهم من قلبي وأبلغني أي مصيبة أنا فيها وأي همّ بليت به .. فسكت قليلاً ثم أبلغني بأسى واستطرد قائلاً بأن الطفلة ضحية لخطأ طبي قطع عنها التنفس ودمرت خلايا في المخ وحالتها من أصعب الحالات التي مرت عليه وهي من الدرجات العالية في إصابات خلايا المخ وبأن الطفلة الأمل في حياتها بيد الله ولكنها أقرب للموت من الحياة وإن كتب الله لها الحياة فربما تعيش بإعاقات كثيرة وربما فاقدة البصر والسمع ومشلولة الحركة و بمعنى أدق .. رئة تتنفس وروح داخل جسد لا يتحرك .. وقام بتزويدي بتقرير طبي عن حالة طفلتي وأفادني بان نتائج نبضات القلب التي أعطيت لي من قبل مستشفى الولادة غير مطابقة لحالة الطفلة !!.. والذي يثبت تزويرهم للحقائق وتزويدي بنتائج نبضات قلب لطفل آخر كما زودني بتقرير طبي يخالف الحقيقة ويبين أن طفلتي بحالة صحية جيدة . وبعد انتهاء الكشف في المستشفى فى الاخر تم إعادتها بالإسعاف إلى مركز العناية الفائقة بالمستشفى الأهلي حيث أن وزارة الصحة قامت بتحمل النفقات الطبية باسم المستشفى .. ويضيف: عندما وجدت الأبواب لا تفتح في وجهي حينها تذكرت أنني في إمارة يحكم إدارتها أمير عادل ليّن القلب للضعفاء شديد البأس على الظالمين فتوجهت إلى باب من يعطي الحق لأصحابه ويضرب للمظالم أعناقها ، فوقفت على مكتب صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة وتقدمت له بشكواي ومظلمتي والتي أحيلت لسموه برقم 30201182431 وكعادة سموه لا يؤخر إنصاف الحقوق ورفع المظالم فوجّه سموه الكريم مشكوراً بخطابه رقم 100325 بتاريخ 26/9/1430ه إلى سعادة مدير الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة لإنصافي ومحاسبة المقصرين بحق طفلتي وقام مدير الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة بتحويل المعاملة برقم 49576 وتاريخ 27/9/1430ه إلى مدير الشؤون الصحية بمدينة جدة والذي أمر بتكوين لجنة فنية بموجب خطابه رقم 29929 بتاريخ 14/10/1430ه للنظر في حالة طفلتي وبعد طلبي من الشؤون الصحية تم نقل طفلتي إلى مستشفى المساعدية للولادة والأطفال حيث تم تنويمها هناك وتبيّن ان الطفلة لم يعد يكفيها غذاء المحاليل الطبية وربما تتوفى إذا لم يتم تحسين غذائها ولكن الطفلة لا تستطيع البلع فقرر المستشفى إجراء عملية جراحية وزراعة أنبوب في بطنها يتم عن طريقه تغذيتها بوضع الحليب في معدتها مباشرة . وعن حالة طفلته يقول ابو ريفان : سبحان من يعطي الروح وينزعها فقد أكدت التقارير إصابتها بشلل رباعي فلا تشاهد غير جسد صغير ممدد لا يتحرك فيه غير نبضات قلبها فنقلبها بعد كل ساعة إلى اليمين أو اليسار لأنها لا تستطيع أن تحرك جسمها الصغير المنهك . وقد زرع في بطنها أنبوب موصول بالمعدة مباشرة لنعطيها جرعات الحليب عبر هذا الأنبوب وذلك بوقت منتظم كل ساعتين لأنها لا تصرخ إذا جاعت ولا تبكي إذا تألمت ولهذا نعطيها جرعة غذائها في وقتها سواءً رغبت أم لم ترغب . ولأنها لا تستطيع البلع وحرمت من أن تتذوق حليبها فلابد من القيام بشفط البلغم من صدرها عبر جهاز للشفط ينتهي بأنبوب ندخله إلى صدرها على مدار الساعة لا يغادر بجانب وسادتها . ولأن رئتها لا تقوى على التنفس وتعاني من نقص الأكسجين على الدوام نقوم بوضع كمام الأكسجين على ثغرها عبر جهاز الأكسجين الذي ينام بجانب فراشها . ولمتابعة حالتها من شفط للبلغم وإعطائها جرعات الحليب وتعبئة جهاز الأكسجين وتقليبها كل ساعات إلى اليمين أو اليسار فلهذا نقاسم اليوم للمناوبة عليها أنا ووالدتها فأنا أسامرها إلى الساعة الثالثة فجراً ثم أوقظ والدتها لتكمل مهمة الحراسة والمتابعة المنتظمة على مدار الساعة وتسامرها وتجلس معها إلى الساعة الرابعة عصراً عندما أعود من عملي فتذهب وتنام وأنا أكمل عملية المناوبة إلى الساعة الثالثة فجراً وهذا حالنا فلم أذق طعم النوم أنا وزوجتي في وقت واحد منذ أن رزقنا بطفلتنا .. فأي حياة أقسى من أن تعيش العائلة فرادى .. وهم في بيت واحد !! انعقاد اللجنة ويستطرد: بدأت اللجنة بعقد اجتماعها وقامت بزيارة المستشفى الذي كان طاقمه في ذلك اليوم يهرولون في أروقة المستشفى في حالة استنفار إداري لمحاولة الهروب من المسؤولية ونبذ صفة الخطأ الطبي عنهم وقامت اللجنة بالإطلاع على الملف الطبي لطفلتي وزيارتها في مركز العناية الفائقة وبعد أن قامت اللجنة الطبية بزيارة المستشفى أصبحت اشهد مضايقات وكأني أنا الجلاد ولست الضحية فقامت إدارة المستشفى بمضايقتي وإقفال أبواب الزيارة عني وتقنين أوقات للزيارة محددة بساعات قليلة في أوقات معينة تتطابق مع ساعات دوامي لمحاولة تطفيشي واخذ طفلتي فشكوت ذلك للجنة الطبية التي طالبتني بالصبر لأخذ حقي .. ومن ثم عادت اللجنة بعد دراسة الملف الطبي والتقارير الصادر بحق طفلتي وعقدت اللجنة اجتماعها الأول وجاء رأي اللجنة فيما يتعلق بالأخطاء الطبية ما يلي: 1-من خلال متابعة مراحل الولادة ومتابعة تخطيط قلب الجنين من قبل أخصائية النساء والولادة فإن عدم اتخاذ قرار إجراء ولادة سريعة بالوسائل المعروفة طبياً يعتبر خطأ طبيا وإفادتها بأن جهاز تخطيط قلب الجنين غير مبرمج أوتوماتيكياً يعتبر تقصيرا . 2- الحالة الصحية للمولودة عند الولادة وحدوث تشنجات لها بعد نصف ساعة من الولادة يدل على تأثر المخ بنقص الأكسجين أو نقص تدفق الدم إليه عن طريق المشيمة 3-لم يتم معالجة التشنجات التي حدثت للمولودة بعد الولادة بالوسائل الطبية المعروفة مما يدل على وجود تقصير في السيطرة على التشنجات التي حدثت للمولودة بعد الولادة . وبعد أتفاق اللجنة الفنية على وجود خطأ طبي في قضية طفلتي تم إحالة القضية إلى الهيئة الصحية الشرعية الأساسية بالشؤون الصحية بجدة والتي تم استدعائي لحضور جلستها التي عقدت بتاريخ 25/2/1431ه وتم اخذ إفادتي أنا والدكتورة أخصائية الولادة التي أشرفت على ولادة الطفلة وتم تحديد جلسة أخرى عقدت بتاريخ 30/3/1431ه ولكن لعدم حضور الطاقم الطبي الكامل
المشرف على الولادة تم تأجيل الجلسة إلى تاريخ 21/4/1431ه . ولازالت قضيتي منظورة لدى الهيئة الشرعية الصحية . وفي النهاية في كل يوم أغمض عيني أسمع صرخات طفلتي تستغيث ( بأي ذنب حُرمت ) فقد حُكم عليها بالموت الجسدي مع بقاء روحها .. تتعذب في صراعات الحياة عندما حُكم عليها بأن تحبس حبساً مؤبداً داخل جسمها لا تنطق فتشكي ولا تسمع فتصرخ ولا تشاهد فتبكي ولا تمشي فتركض .. وكيف أفعل في طفلة مشلولة تشرب الحليب من بطنها عبر أنبوب زرع في معدتها ليُصب لها الحليب من داخل هذا الأنبوب وكأنها أحد محركات ( الديزل ) لا تشرب أو تتذوق حليبها .. بل يُسكب لها .. وكيف أؤمن المستقبل لطفلة مشلولة الحركة تعاني من إعاقات كثيرة تحتاج إلى رعاية طبية على مدار الساعة وأجهزة طبية مساعده لإبقائها على قيد الحياة وجلسات مستقبلية للعلاج الفيزيائي ورحلة علاج طويلة سوف تمتد منذ ولادتها إلى أن تشيب وتدخل قبرها أو يقضي الله بقضائه فيها وستبقى تصارع عذابات الحياة باختلاف مراحلها العمرية.. فما هو ذنب طفلتي ولماذا اغتيلت براءتها .. وسؤالي لكل القراء الأعزاء وإلى الأنظار التي شرفتني وهمست بحرفي وركضت على سطور معاناتي .. هل مطالبتي بتعويض طفلتي بمبلغ ( 3 ) ملايين ريال لإعانتها طوال عمرها .. أليس من حقها؟ . د.خليفة: الفحوصات أثبتت عدم استجابتها لأي مؤثرات المدينة - جدة قال د. ماهر خليفة استشاري الأمراض العصبية للأطفال ومدير العيادات الخارجية بأحد المستشفيات الخاصة وهو الطبيب المحايد الذي تم استدعاؤه لتشخيص حالة الطفلة: تم استدعائي لفحص الطفلة المذكورة وكانت حديثة الولادة (منذ عشرين يوماً) وتمت ولادتها ولادة طبيعية مهبلية وكان الحمل الأول لوالدتها وقد تعرضت لنقص شديد للأكسجين أثناء الولادة. وعند الولادة كانت مسترخية تماماً ولا تستجيب مع بطء شديد بضربات القلب وكان تسجيل إبجار لها 0.20 في الدقيقة الأولى، 3 بالدقيقة العاشرة وتم عمل إنعاش للقلب. وتم وضعها على جهاز تنفس صناعي وقد تعرضت لتشنجات عصبية بعد 6 ساعات من الولادة، ولذلك تم وضعها على علاج فينوثي ونينوباربيتوي وتم بقاؤها على جهاز التنفس الصناعي لمدة ثلاثة أيام ثم تم فطامها من جهاز التنفس الصناعي. عينة غازات الدم من الحبل السري أثبتت وجود حموضة بالدم وتخطيط الرحم للأم غير متوفر. وعند فحصها وهي عمرها 17 يوماً وُجد أنها مرتخية العضلات ولا تستجيب ولا تعاني من أي عوارض ظاهرية أو خلقية وبفحص الأعصاب المخية أثبت الفحص عدم استجابة حدقة العين للضوء وتستجيب لاستثارة البلعوم ولا يوجد أي دلالات لشلل بالعصب السابع الوجهي والانعكاسات العصبية الأولية مثل قبضة اليد والقدم والبلع كانت سلبية. وتوجد إفرازات كثيرة من الفم والأنف بالرغم من وجود أنبوبة رايل للمعدة عن طريق الأنف. وكان هناك ضعف عام بالعضلات والصدر كان مملوءاً بالافرازات مع صعوبة بالتنفس وكان بقية الفحص طبيعيا. ولذلك في الفحص الطبي والتاريخ المرضي للمريضة يتضح أنها تعاني تأثر المخ نتيجة تعرضه لنقص شديد بالأكسجين- وهذا من الدرجة الثالثة وتم عمل أشعة بالرنين المغناطيسي للمخ وتخطيط للمخ أثبت وجود بؤرة عصبية نشطة أكثر على الناحية اليسرى والأشعة بالرنين أثبتت وجود كثافة عديدة بقشرة المخ وأسفل المخ مما يؤكد تأثر المخ بنقص الأكسجين وغالباً ستعاني الطفلة طوال عمرها من عواقب عصبية وعواقب بالنمو العصبي نتيجة هذا النقص بالأكسجين. ولذلك الطفلة تحتاج إلى أبحاث أخرى من الناحية الفيزيائية النشطة والعلاج التأهيلي والطبيعي خاصة العلاج الطبيعي للصدر وتحتاج إلى مركز متخصص لكي يتم متابعتها من ناحية النمو العصبي والحسي ومتابعة المضاعفات المحتملة ويجب علاجها بمضادات التشنجات العصبية لمدة شهرين على الأقل ثم تقييم الحالة بعد ذلك والطفلة الآن على العلاج الفينوباربتون للتشنجات العصبية. الهيئة الشرعية : دية المنافع تصل إلى 1.1 مليون ريال بسام بادويلان – جدة أوضح مصدر مسؤول في الهيئة الصحية الشرعية بجدة ل «المدينة» أن من حق الطفلة إن كانت قد فقدت حواسها الكاملة في خطأ طبي أن تعوض بدية المنافع الكاملة والحواس والتي تصل إلى 1.1 مليون ريال مقابل 11 منفعة وحاسة تشتمل على 6 منافع و5 حواس، أما علاج الطفلة فإن الدولة كفيلة به، مشيرا إلى أن من دية المنافع والحواس اليدين والرجلين والقدمين والبول والعينين والأنف والفم والأذنين وغيرها، بينما تتضمن عقوبة الحق العام الغرامة المالية وتصل إلى 100 ألف والسجن 6 شهور أو سحب الترخيص حسب نوع الخطأ الطبي إن كان بسبب إهمال أو بسبب مضاعفات. واضاف أن الجلسة التي ستكون اليوم الثلاثاء ستبحث في نوع الخطأ وإن كان بسبب إهمال أو مضاعفات، مبينا أن ذلك لن يتم إلا بعد البحث في القضية وأخذ آراء الاستشاريين الخبراء وأخذ آراء كافة أطراف القضية والخصوم، وإن غاب المدعى عليه جلستين متتاليتين واكتملت القضية فإن من حق الهيئة الحكم في القضية ومن حق المدعى عليه الاعتراض عليه خلال ستين يوما . محاميان : الخطأ الطبي «مجزرة» لا تساويها أي عقوبة وصف محاميان قصة الطفلة «ريفان» وما حدث فيها من خطأ طبي ب «بالمجزرة» التي لا تساويها عقوبة دية المنافع بكاملها لأنها ليست رادعة ولا تغطي معاناة الألم مع الأسف ولا تحقق الردع. ويقول المحامي والمستشار القانوني سعيد آل ملادي إن من حق المدعي طلب التعويض في الحق الخاص مقدرا بقيمة 2 مليون ريال، مبينا أن هذا المبلغ يشمل دية المنافع : «اليد الواحدة بقيمة 50 ألف ريال، الرجلان 100 ألف ريال، الأنف بقيمة 100 ألف ريال، الخ ..»، وهكذا يتم حساب قيمة بقية أعضاء الجسم، وتقدير نسبة الإصابة والعطل في جميع منافع الجسم بما فيها الحركة والسمع، بالإضافة طلبه تحميل تكاليف علاج طفله بحسب نتيجة الخطأ أو الفائدة من العضو، بينما يتم تطبيق عقوبة الحق العام تلقائيا من قبل الهيئة لأن هذه القضية تعتبر «مجزرة»، فهي واضح فيها الإهمال من قبل المستشفى من قصور جهاز تخطيط قلب الجنين، وإهمال طبي لعدم التدخل الطبي في الوقت المناسب، كما تصل العقوبة إلى سحب الترخيص والسجن والغرامة. أما المحامي أحمد سليم فيقول المطالبة بتعويض الضرر على المنافع عليها علامات استفهام إلا أن من حق المدعي طلب دية المنافع وهي 11 مع طلبه تقدير مدة العلاج على مدى 10 سنوات بعد المعادلة من قبل عرض قيمة العلاج من قبل جهات محايدة. وتوقع سليم أن تتراوح الدية قرابة 700 ألف ريال في عقوبة الحق الخاص، بينما تصل عقوبات الحق العام إن كان الخطأ استهتار إلى فرض غرامات مالية والسجن وقد تصل إلى سحب الترخيص، ولكن هذه العقوبة في النهاية لا تساوي قيمة الأمل ومعاناة الألم مع الأسف ولا تحقق الردع والجزء.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.