دمرت الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس، التي دخلت الآن شهرها الخامس، القطاع الصحي في غزة، حتى أن أقل من نصف مستشفياتها تعمل جزئيًا، في ظل سقوط عشرات القتلى والجرحى في عمليات القصف اليومية. وتعد خان يونس هي الهدف الرئيسي لهجوم بري متواصل قالت إسرائيل إنه سيتوسع قريبًا ليشمل مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة. ويعيش نحو 1.4 مليون شخص - أي أكثر من نصف سكان المنطقة - في مخيمات وشقق وملاجئ مكتظة في البلدة الواقعة على الحدود المصرية. وحذّر منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، من أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح جنوب قطاع غزة «يمكن أن تؤدي إلى مجزرة»، داعيًا المحتل الإسرائيلي إلى عدم «الاستمرار في تجاهل» نداءات المجتمع الدولي. إخلاء المستشفى وبدأ الفلسطينيون في إخلاء المستشفى الرئيسي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وفقًا لمقاطع فيديو نشرها مسعفون وأدت أسابيع من القتال العنيف إلى عزل المنشأة الطبية وأودت بحياة العديد من الأشخاص بداخلها. وأظهرت مقاطع الفيديو الخاصة بعملية الإخلاء في خان يونس عشرات الفلسطينيين وهم يحملون أمتعتهم في أكياس ويخرجون من مجمع مستشفى ناصر. وسار طبيب يرتدي زي المستشفى الأخضر أمام الحشد، وكان بعضهم يحمل أعلامًا بيضاء. وكان الجيش قد أمر بإخلاء المستشفى والمناطق المحيطة به الشهر الماضي. ولكن كما هو الحال مع المرافق الصحية الأخرى، قال المسعفون إن المرضى لم يتمكنوا من المغادرة بأمان أو الانتقال إلى مكان آخر، ولا يزال هناك آلاف الأشخاص الذين نزحوا بسبب القتال في أماكن أخرى. ويقول الفلسطينيون إنه لا يوجد مكان آمن في المنطقة المحاصرة، حيث تواصل إسرائيل شن ضربات في جميع أنحائها. وقالت وزارة الصحة في غزة الأسبوع الماضي، إن القناصة الإسرائيليين المتمركزين في المباني المحيطة يمنعون الناس من دخول المستشفى أو الخروج منه. وأضافت أن عشرة أشخاص قتلوا داخل المجمع خلال الأسبوع الماضي، من بينهم ثلاثة قتلوا بالرصاص. وتقول الوزارة إن نحو 300 فرد من الطاقم الطبي يعالجون نحو 450 مريضا، من بينهم أشخاص أصيبوا في الغارات. وتقول إن 10000 نازح كانوا يحتمون بالمنشأة. هجمات متبادلة وفي شمال إسرائيل، أدى هجوم صاروخي إلى إصابة ثمانية أشخاص على الأقل عندما أصاب أحد القذائف منزلا في بلدة صفد. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن امرأة قتلت في الهجوم، لكن الجيش لم يؤكد هذه التقارير على الفور. وردًا على ذلك، شنت إسرائيل غارات جوية على جنوبلبنان، لكن لم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات. وتتبادل إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية، التي تدعم حماس، إطلاق النار على طول الحدود كل يوم تقريبًا منذ بدء الحرب في غزة، مما يزيد من خطر نشوب صراع أوسع نطاقًا. أزمة الصراع واندلعت الحرب بعد أن شنت حماس هجومًا مفاجئًا على إسرائيل في 7 أكتوبر، وردت إسرائيل على الهجوم بشن واحدة من أكثر الهجمات الجوية والبرية دموية وتدميرًا في التاريخ الحديث. وقُتل ما لا يقل عن 28.576 فلسطينيًا، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. ويشمل ذلك أكثر من 100 جثة تم نقلها إلى المستشفيات خلال ال 24 ساعة الماضية. وذكرت الوزارة أن أكثر من 68 ألف شخص أصيبوا في الحرب، من بينهم نحو 11 ألفًا بحاجة إلى الإجلاء لتلقي العلاج العاجل. فقد تم تهجير حوالي 80% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، ودُمرت مناطق واسعة في شمال غزة تدميرًا كاملًا، وتسببت الأزمة الإنسانية في جوع ربع السكان. وتعمل الولاياتالمتحدة، التي قدمت دعمًا عسكريًا ودبلوماسيًا حاسمًا لإسرائيل، مع قطر ومصر لمحاولة التوسط في وقف إطلاق النار وإعادة الرهائن ال 130 المتبقين، الذين يُعتقد أن حوالي ربعهم ماتوا. حذرت منظمة الصحة العالمية من عمليات إسرائيل في رفح قائلة: أي عملية عسكرية في رفح ستؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة والمزيد من انهيار النظام الصحي في غزة. دعا ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة الدكتور ريك بيبركورن في مؤتمر صحفي إلى وقف الهجمات على المنشآت الصحية في غزة. لم تتبق سوى 3 مستشفيات تعمل بشكل جزئي في الجنوب ومستشفى ميداني. ما تبقى من مستشفيات مهدد بالتوقف عن العمل بسبب نقص الإمدادات وأوامر الإخلاء. يجب إجراء تحقيقات في الهجمات على المستشفيات والمرضى والطواقم الطبية وسيارات الإسعاف في غزة. يجب أن تكون هناك ممرات إنسانية لوصول الإمدادات إلى المستشفيات والمساعدات الإنسانية للمدنيين. أشار إلى أن 3 آلاف مريض ومصاب يحتاجون بشكل عاجل للعلاج خارج قطاع غزة. أصدرت السلطات الإسرائيلية أوامر إخلاء، بينما تكتظ المستشفيات بمئات المصابين والمرضى في حالات حرجة. ازدادت أعداد المصابين خلال اليومين الماضيين بسبب الأعمال العدائية الأخيرة في رفح، وما زالت المستشفيات تحت الحصار. دعت مسؤولة الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية الدكتورة تيريزا زكريا لإجراء تحقيقات بشأن الهجمات الإسرائيلية على المستشفيات والمرضى.