في ظلّ الأحداث المؤسفة التي توجعنا والإنسانية جمعاء في قطاع «غزة» وما يتعرض له الأبرياء الفلسطينيون من جريمة الإبادة الجماعية الشنيعة التي تقوم بها إسرائيل وصلت فيها من الهمجية والعنصرية المُتطرفة؛ أن يصرح وزير التراث الدموي الإسرائيلي بأن «إلقاء قنبلة نووية على غزة خيار مطروح»!! هذا التصريح الخطير الذي أدانته المملكة العربية السعودية بشدة وحدة في بيان رسمي لها، غاب عمن يحرضون على السعودية في ظل انشغالهم بالهجوم عليها وفبركة المقاطع لتضليل الرأي العام ضدها. والمؤسف أنه في ظلّ الجهود السعودية العالية المستوى على الساحة الدولية لإيقاف هذه الحرب، يأتي هذا الهجوم الشنيع بسبب افتتاح فعاليات سياحية شتوية «موسم الرياض» ! والذي بدأ منذ سنوات خلال حربنا في المملكة بالحد الجنوبي ضد ميليشيا الحوثيين، وقد فقدنا خلالها شهداء من جنودنا البواسل؛ ولم يكن موسم الرياض فقط، هناك موسم جدة وكل المناطق تقيم فعاليات سياحية فيما نخوض حربنا لسبع سنوات تحقيقا للتنوع الاقتصادي ورفع مستوى جودة الحياة في مجتمعنا الذي تستهدفه رؤية 2030، بل حتى في جازان وأبها أقيمت فيها المهرجانات وهما ممن تضرر من تهديدات صواريخ الحوثيين التي استهدفت حتى مكةالمكرمة وصدها جيشنا السعودي القوي، وبعضها أصاب منازل المدنيين السعوديين ! ولا أتذكر أن أحدا من الشعوب العربية الشقيقة تعاطف معنا وطالب بوقف المهرجانات والفعاليات السياحية لديهم خاصة مصر الشقيقة والتي تُقيم المهرجانات الفنية والثقافية وحفلات الغناء؛ وكنا رغم الحرب فرحين لمصر بعودة النشاط السياحي واستقراره بعد سنوات عجاف. والسؤال الذي يجب تأمل إجابته بعمق استراتيجي وليس بعاطفية تأخذنا إلى أن هذا الهجوم مجرد نتيجة للحسد والثورية المتوارثة في نفوس من تم استعمارهم ضد نجاح السعودية التي بنت نفسها بنفسها من صحراء قاحلة دون تدخل استعماري وحققت تطورا هائلا على مختلف المجالات مما يحلم به كثيرون في دول تخلفت عن الركب الحضاري. السؤال: لماذا تُهاجم السعودية اليوم ويتم التحريض ضدها على مواقع التواصل الاجتماعي في الوقت الذي تُباد فيه غزة من إسرائيل؟! ما المصلحة التي تتحقق من سعى المهاجمين والمحرضين ضد السعودية للتشويش عليها الآن وهي تبذل جهودا دولية للوصول إلى قرار عالمي يوقف الحرب الغوغائية! من المستفيد من شغل الرأي العام بموسم سياحي والتغافل عن جرائم إسرائيل الشنيعة في مواقع التواصل الاجتماعي ويحقق التواري عن الأنظار؟! إن حملة التشويه الممنهجة والتحريض الرخيص بما يتم تناقله من مقاطع مفبركة ومعلومات مغلوطة عن السعودية وتقف خلفه عدد من الحسابات الوهمية يديرها ذباب المجندين الإسرائيليين في الوحدات الإلكترونية ممن يجيدون اللهجات العربية على اختلافها لضرب العرب في بعضهم من جهة؛ وضرب العلاقة السعودية المصرية بشكل خاص من جهة أخرى، لأن السعودية ومصر اليوم أكبر وأبرز الدول الواقفة في وجه هذه الحرب، وتمثلان حاجزا منيعا ضد خطط إسرائيل والغرب في تفتيت منطقة الشرق الأوسط إلى دويلات عرقية وطائفية وهو مشروع أفشلته السعودية ومصر سابقا مع أحداث ثورات 2011م، لكنه لم يتوقف بالنسبة لهم! هكذا يتحقق التشويش السياسي على مواقف الدولتين بإشغال الشعوب في احتراب وتراشق افتراضي على مواقع التواصل الاجتماعي بدلا عن نقل جرائم إسرائيل! وليست إسرائيل فقط المستفيدة، إذ لا يقل عنها العملاء الخونة والميليشيات الإرهابية من جماعة الإخوان المسلمين والحوثيين وحزب الله وغيرهم من المرتزقة المدعومين من إيران الذين تبيع فيهم وتشتري؛ للتشويش والتغطية على موقف إيران بعد خروج ناطقها العربي وذيلها في حزب الله «حسن نصر الله» معلنا نفض يدهم من فلسطين وأنه لا نية في دخول الحرب أو حتى إيقافها بل ولا يد لهم فيما فعلته حماس ب7 من أكتوبر! وليس هذا مكسبهم فحسب؛ بل تحقيق أجندتها المتطرفة ضد العرب ببث الفرقة فيهم للتمكن من استعمار دولهم وتحويلها إلى دول خراب والنماذج أمامكم في لبنان والعراق واليمن وسوريا، ولهذا فإن الهجوم الذي نراه ضد السعودية لا تقل فيه أهداف إيران وعملائها عن أهداف إسرائيل ومصلحتهما ذاتها في ضرب العاطفة العربية المحبة للدولة السعودية والتي لا تتأخر عن مساعدة وإعانة شقيقاتها من الدول العربية. والمؤسف؛ أن السذج والسطحيين والمغيبين انساقوا خلف هذه الحملات الرخيصة والهجوم على السعودية، وركبوا موجة مزايدات رخيصة لتحقيق شهرة؛ يأكلون بها عيش، متخذين موسم الرياض سببا للهجوم الرخيص ضد السعوديين؛ لكن هذا الرخص لا يستمر، ودولة بحجم السعودية محفوفة بمحبة شعبها الواعي سياسيا والحريص على لحمته الوطنية لا ولن تتأثر بذلك، وعندما تذهب سكرة هؤلاء المزايدين السذج ستأتي الفكرة لكن بعد فوات الأوان، لأننا نحن السعوديين لا ننسى من يسيء إلى وطننا وقيادتنا أبدا. أخيرا، إن قيادة السعودية دعمت القضية الفلسطينية بثبات عبر مواقفها دائما وأبدا ومنذ الملك المؤسس -طيب الله ثراه- وستستمر في جهودها الدبلوماسية الحثيثة الدولية؛ يُمكنها ما تتمتع به من مكانة دولية كقائدة للعالم الإسلامي وقوة اقتصادية على المستوى العالمي؛ لإيقاف هذه الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية إلى «غزة» بل وأطلقت الحملة الشعبية لإغاثة الفلسطينيين والتي وصلت حتى كتابة هذا المقال إلى ما يزيد عن 400 مليون ريال شاركت فيها القيادة والشعب السعودي المؤمن بالقضية الفلسطينية وبحق الفلسطينيين في دولة مستقلة وحرّة.