رأس الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، وفد المملكة المشارك في «قمة القاهرة للسلام»، المنعقدة بشأن مناقشة الصراع في غزة ومحيطها، ومستقبل القضية الفلسطينية. وقال: إنّ الأحداث المأساوية الجارية في فلسطين، تحتّم علينا التحرك العاجل لوضع حدّ فوري للعمليات العسكرية، وتوفير الحماية للمدنيين وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، وذلك امتثالاً للأعراف والقوانين الدولية، والمبادئ الإنسانية المشتركة، مشيراً إلى ضرورة إيجاد حلّ سلمي لهذه الأزمة يخرج المنطقة من دوامة العنف المتكررة، ويحقن الدماء، ويؤسّس لسلام عادل وشامل ومستدام. وأكد رفض المملكة القاطع لانتهاكات القانون الدولي الإنساني من أي طرف وتحت أي ذريعة، معبراً عن شجب المملكة كلّ استهدافٍ للمدنيين أينما كانوا، ومطالباً المجتمع الدولي باتخاذ موقفٍ حازم بإلزام إسرائيل باحترام القانون الدولي الإنساني. وأعرب عن خيبة الأمل جرّاء عجز مجلس الأمن الدولي عن اتخاذ موقف حيال الأزمة الحالية حتى الآن، مطالباً بالفتح الفوري لممرات إنسانية آمنة، والسماح بإجلاء المصابين، وتمكين إيصال المساعدات الإغاثية والمعدات الطبية دون قيود، للتخفيف من الكارثة الإنسانية والحيلولة دون تفاقمها. في اليوم الذي دخلت فيه كمية قليلة من المساعدات إلى غزة، حيث غادر أكثر من مليون شخص منازلهم بسبب الصراع، واستمر التهديد يلاحق المحاصرين. رفض الازدواجية وقال وزير الخارجية: «نرفض الازدواجية والانتقائية التي يمارسها البعض في المجتمع الدولي، وهنا لا يكفي الكلام، إنما يكون هناك تحرك جدّي، ونطالب المجتمع الدولي بالضغط على الجانب الإسرائيلي لرفع الحصار ووقف العمليات العسكرية، التي أودت بحياة الأبرياء، والتي تهدّد بعواقب غير محمودة على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، كما نؤكد رفضنا القاطع لمحاولات التهجير القسري للفلسطينيين من جانب إسرائيل». فيما سار عشرات الآلاف من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في لندن ومدن أخرى لمطالبة الاحتلال الإسرائيلي بوقف قصفها لغزة، مع دخول الحرب بين إسرائيل وحماس أسبوعها الثالث وانتشار آثارها في جميع أنحاء العالم. ودعا المشاركون، وهم يلوحون بالأعلام الفلسطينية، إلى إنهاء الحصار الإسرائيلي والغارات الجوية التي شنتها في أعقاب التوغل الوحشي لحركة حماس التي تسيطر على غزة في جنوب إسرائيل. تجمع المتظاهرون تحت المطر في ماربل آرك بالقرب من هايد بارك في لندن قبل أن يسيروا إلى منطقة وايتهول الحكومية. وقدرت الشرطة عدد المشاركين في وسط لندن ب«ما يصل إلى 100 ألف شخص». كما ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين، في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، لليوم الخامس عشر على التوالي إلى 4385 شهيداً. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 70 % من ضحايا العدوان هم أطفال ونساء. مقبرة طوارئ وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الوزارة قامت بفتح مقبرة طوارئ لشهداء العدوان، وتم دفن 43 فيها من مجهولي الهوية، كما لفتت النظر إلى أن الوقود المشغل للمولدات الكهربائية في المستشفيات نفد، وأن جميع المستشفيات ستتوقف عن العمل بسبب نفاد الوقود، في ظل مواصلة الاحتلال الإسرائيلي للأسبوع الثاني على التوالي قطع إمدادات الوقود والكهرباء عن قطاع غزة، مما ينذر بكارثة صحية. توترات الحرب وأثارت الحرب التوترات في جميع أنحاء العالم، حيث شعرت المجتمعات المسلمة بالتهديد، وبشكل خاص بعد أن قتل أمريكي من ولاية إلينوي طفلا لأنه مسلم ب26 طعنة، وأصاب والدته بجروح خطيرة، وهو يردد عبارات معادية للملسمين والفلسطينيين، وقالت قوة شرطة العاصمة في لندن إنها شهدت زيادة قدرها 13 ضعفًا في البلاغات عن الجرائم المعادية للسامية في أكتوبر مقارنة بالعام الماضي. وتضاعفت التقارير عن الجرائم ضد المسلمين. وقالت الشرطة إنه كانت هناك «جيوب من الفوضى وبعض حالات خطاب الكراهية» خلال الاحتجاجات، لكن «أغلبية النشاط الاحتجاجي كانت قانونية ووقعت دون وقوع حوادث». منع التأييد ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن الشرطة في برلين منعت مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين كان من المقرر تنظيمها في وسط المدينة. وأوقفت الشرطة في العاصمة الألمانية العديد من الأحداث المماثلة في الأسابيع الأخيرة، مشيرة إلى احتمال وقوع أعمال عنف وخطاب كراهية معاد للسامية، بينما سمحت السلطات بمظاهرة مؤيدة لإسرائيل. ومع ذلك تظاهر عدة مئات من الأشخاص في روما، وحمل بعضهم لافتات كتب عليها «فلسطين، روما معكم» و«لا سلام حتى نحصل على الحرية». وقالت مايا عيسى، رئيسة حركة الطلاب الفلسطينيين في إيطاليا، التي نظمت التظاهرة: «إن إسرائيل ترتكب جرائم حرب هناك، وجرائم ضد الإنسانية هناك، والمجتمع الدولي لم يتحرك قط». وفي أستراليا، تظاهر الآلاف في وسط سيدني وهم يهتفون «العار، العار لإسرائيل» و«فلسطين لن تموت أبدا». استمرار القصف وواصلت إسرائيل قصف أهداف في غزة قبل الهجوم البري المتوقع. وجاء قدر ضئيل من الارتياح عندما سُمح لعشرين شاحنة تحمل مساعدات إنسانية بالدخول إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي الجنوبي مع مصر. وأثارت الحرب احتجاجات في جميع أنحاء العالم العربي وخارجه، بما في ذلك في الضفة الغربيةالمحتلة، حيث أحرق الفلسطينيون إطارات السيارات ورشقوا نقاط التفتيش العسكرية الإسرائيلية بالحجارة. وردت قوات الأمن الإسرائيلية بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي. وتجمعت حشود في لبنان، الجار الشمالي لإسرائيل؛ وفي العراق عند المعبر الحدودي للبلاد مع الأردن؛ وفي الأردن نفسه؛ وفي المدن والبلدات في جميع أنحاء مصر؛ وفي العاصمة التركية أنقرة ومدينتها الأكثر اكتظاظا بالسكان إسطنبول؛ وفي إندونيسيا وماليزيا والمغرب وجنوب إفريقيا. وفي نيويورك، سار مئات المتظاهرين من الجماعات الإسلامية واليهودية وغيرها إلى مكتب السيناتور الأمريكي كريستين جيليبراند في مانهاتن، وهتف العديد منهم «أوقفوا إطلاق النار الآن». اعتقلت الشرطة في وقت لاحق عشرات المتظاهرين الذين أغلقوا الجادة الثالثة خارج مكتب جيليبراند بالجلوس على الطريق. العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة - ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 4385 شهيداً. - من بين الشهداء: - 1756 طفلاً - 976 امرأة - 13561 إصابة