هددت إيران أمس برد صاعق إذا تعرضت لهجوم إسرائيلي، فيما تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي عن تصريحاته حول موقف الإدارة الأميركية من الملف النووي الإيراني، نافيا تدخله في الانتخابات الأميركية. وأعلن أحد مساعدي الزعيم الديني الإيراني علي خامنئي أن التهديدات العسكرية الإسرائيلية "وضعت المواطن الإسرائيلي على بعد خطوة واحدة من القبر"، وأن جماعة حزب الله اللبنانية مستعدة للرد. ووصف المستشار العسكري لخامنئي، يحيى رحيم صفوي، تهديدات إسرائيل المتزايدة بضرب المنشآت النووية الإيرانية بأنها "حمقاء". وأضاف صفوي القائد السابق للحرس الثوري الإيراني "إذا أقدم النظام الإسرائيلي يوما على فعل شيء ضدنا فسترد جماعات المقاومة وبخاصة حزب الله بسهولة أكبر". وكان حزب الله أعلن في وقت سابق أن أي هجوم على إيران سيقابل بضربات ضد أهداف إسرائيلية وأميركية بالمنطقة، حتى وإن لم تلعب القوات الأميركية دورا فيه. في غضون ذلك، نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الاتهامات بتدخله في الانتخابات الرئاسية الأميركية عبر الضغط على الرئيس باراك أوباما ليتخذ موقفا أكثر تشددا من البرنامج النووي الإيراني. ورفض نتنياهو في مقابلات صحفية نشرت مقتطفات منها، الاتهامات بأنه يحاول إظهار أوباما بموقف العاجز أمام إيران من أجل حشد الدعم للمرشح الجمهوري ميت رومني. وقال لصحيفة "هايوم" التي تعتبر مقربة منه "هذا هراء". وتابع أن "الموضوع الذي يوجهني ليس الانتخابات في الولاياتالمتحدة لكن أجهزة الطرد المركزية في إيران، وما الذي بإمكاننا فعله إذا كانت هذه الأجهزة لا تهتم بالجدول الزمني السياسي في الولاياتالمتحدة". وكرر في حديث لصحيفة "جيروزاليم بوست"، "الأمر لا علاقة له بالانتخابات الأميركية". وأضاف "إذا ما توقفت أجهزة الطرد المركزي عن العمل بمعجزة، وإذا ما توقفوا عن تحضير اليورانيوم المخصب لصناعة قنابل ذرية، عندها باعتقادي لا يجب علي التحدث بالأمر". وتعليقات نتنياهو هذه جاءت كمقتطفات من مقابلات مطولة ستنشر غدا بشكل كامل عشية رأس السنة اليهودية في إسرائيل. وكان زعيم حزب كاديما المعارض شاوول موفاز قال الأربعاء إن سعي نتنياهو إلى خلاف مفتوح وعلني مع أوباما حول إيران هو محاولة للتأثير على الناخبين ضد أوباما في انتخابات نوفمبر المقبل. وأضاف أن "تدخل إسرائيل في الشؤون الداخلية الأميركية وتحويل الإدارة الأميركية من حليف إلى عدو سبب لنا الكثير من الضرر البالغ". كما عبرت الصحف الإسرائيلية والأميركية عن انتقادت مشابهة لمطالب نتنياهو المتكررة بأن يضع أوباما "خطوطا حمراء" واضحة حول البرنامج النووي الإيراني. وكانت إسرائيل عبرت بوضوح أن إيران النووية تشكل خطرا مصيريا على الدولة اليهودية، وهددت بعمل عسكري أحادي ضدها. لكن واشنطن تدعم مزيدا من الضغوط الدبلوماسية وتقول إنه ليس الوقت المناسب لتوجيه ضربة عسكرية. إلى ذلك، أعلن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أن على إيران أن "تفهم الرسالة" التي وجهها إليها مجلس حكام الوكالة بموافقته على قرار ينتقد طهران، وأن تلتزم ببحث جوهر المشكلة. وحول الانتخابات الأميركية، اتسع الفارق الذي يتقدم به أوباما على منافسه الجمهوري ميت رومني إلى سبع نقاط مئوية في استطلاع أجرته رويترز ومؤسسة إبسوس. وفي الاستطلاع الذي يُجرى يوميا على الإنترنت سئل 990 شخصا يرجح مشاركتهم في عملية التصويت من هو المرشح الذي سيختارونه إن أجريت الانتخابات اليوم. واختار 48% من المشاركين أوباما بينما اختار 41% رومني. وظهرت نتيجة الاستطلاع الخميس بعد إجرائه على مدى الأيام الأربعة السابقة.