الارتفاع المتزايد في درجات الحرارة على سطح الأرض يحمل العديد من التبعات الكارثية سواء لجهة الإضرار بالبيئة أو التأثير على صحة الإنسان الجسدية والنفسية، حيث يسجل الكثيرون معدلات مرتفعة من الإجهاد الحراري في الصيف ليطال الصحة النفسية، ويشهد البعض اضطرابات في السلوكيات وعدم توازن في التصرفات، ومن هنا حذر خبراء من تأثير التعرض للموجات الحارة على النفسية. آثار نفسية أشار الاستشاري النفسي الإكلينيكي ماطر الفريدي أن للتغيير المناخي أثرا نفسيا لدى الأفراد سواء بفصول الشتاء أو الصيف تتمثل بالعزلة والخمول وتناول وجبات غير صحية تسهم في تدني الحالة المزاجية وانخفاض مستويات الطاقة، وتتجلى معظم أعراضها في فصل الصيف كالغضب والاكتئاب والشعور بالحزن وفقدان الاهتمام بممارسة الأنشطة، وصعوبة في اتخاذ القرارات والتردد، وكذلك التغيير في نمط النوم والأرق مما يؤدي للعديد من المشاكل على صعيد الأسرة والمجتمع. الاكتئاب الموسمي أكدت الأخصائية النفسية روان القناص أن هناك ما يسمى بالاكتئاب الموسمي وهو يصيب البعض بشكل متكرر بمعنى في كل مرة يحل الخريف أو الشتاء أو الربيع أو الصيف يشعرون بهذه المشاعر ولكن تختلف علامات كل منهم، من أبرز علامات الاكتئاب الشتوي الإفراط في النوم وتغير في الشهية ورغبة ملحة في تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، وزيادة الوزن، الشعور بالتعب وقلة النشاط، في حين أن علامات الاكتئاب الصيفي تتمثل في الصعوبة في النوم (الأرق)، ضعف الشهية، نقص الوزن، الهياج، سرعة الانفعال أو القلق، كما وضحت أن هذه النظريات وضعت بناء على دراسات طبقت في الغرب وقد لا تنطبق علينا بشكل كلي، لأن الصيف في الغرب يعني عدم غروب الشمس حتى وقت متأخر مما يؤثر على سير اليوم ونشاطاته. الحرارة الخارجية أشارت القناص إلى أن الحرارة الخارجية تأخذ من طاقة جسم الإنسان ليتمكن من الحفاظ على توزان درجة حرارة الجسد، وبالتالي نشعر أن الطاقة العامة استنفدت، حينها نشعر بالتعب والإرهاق بالنهار عند بذل أي مجهود، لذلك من الأفضل أن يحاول الفرد القيام بمهامه وأشغاله بعد غروب الشمس للمحافظة على النشاط والحيوية. وأكد الفريدي أن أكثر الفئات عرضة لتغير الحالة المزاجية في فصل الصيف هم المصابون بالأمراض المزمنة وكبار السن والنساء.