أطلق أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مساء أمس فعاليات سوق عكاظ في دورته السادسة. وحضر الافتتاح جمع من المثقفين والأدباء من داخل المملكة وخارجها وزوار سوق عكاظ؛ اجتمعوا داخل الخيمة الجديدة التي تحاكي الماضي وتتطلع إلى المستقبل، ودخلت منظومة مرافق سوق عكاظ يوم أمس بعد أن تم الانتهاء من إنشائها من قبل شركة بن لادن بتكلفة تجاوزت 40 مليون ريال. وكان الأمير خالد الفيصل قد اطلع في جولة على جادة عكاظ على بعض العروض المسرحية ومعارض الحرفيين، وانتهت الجولة بخيمة عكاظ التي شهدت حفل الافتتاح. وبدأ الحفل بكلمة لنائب رئيس مجلس مجموعة بن لادن المهندس يحيى بن لادن صاحب الشركة المنفذة لخيمة سوق عكاظ المهداة للثقافة والمثقفين. وأشار ابن لادن خلال كلمته إلى أن سوق عكاظ هو إحياء لماضٍ مجيد ومدرسة كبرى لتداول الشعر والنثر، وقدم مقترحا بأن تنشر الجامعات السعودية كل ما ترصده من اكتشافات وبحوث علمية في الطب والهندسة والتقنية وجميع المجالات خلال العام في سوق عكاظ لتعم الفائدة. وأوضح أن الطاقة الشمسية موفرة، فلو تم استخدامها في إنارة الشوارع والسخانات المنزلية كما يحدث في العالم لكان هناك توفير في الطاقة وقال "يا حبذا لو تم عرض فوائدها في سوق عكاظ العام المقبل. ثم دعا بن لادن الأمير خالد الفيصل إلى تدشين خيمة عكاظ التي أقيمت على مساحة 7652 مترا ضمن إجمالي مساحة الأرض التي تملكها السوق والبالغة 10 ملايين متر مربع، فيما تبلغ مساحة الخيمة 2592 مترا وهي عبارة عن مدرجات مواجهة لصخرة عكاظ التاريخية، وستتم تغطية المدرجات والمنطقة المواجهة للصخرة بخيمة تم تصنيعها وتوريدها من شركة يابانية متخصصة. ثم قُدم فيلم وثائقي عن الفائزين بجوائز سوق عكاظ تضمن السير الذاتية للفائزين، وكلمات مسجلة لهم عن الجائزة وشيئا من نتاجهم. وسلم الأمير خالد الفيصل بردة عكاظ للشاعرة السودانية روضة الحاج الفائزة بجائزة شاعر عكاظ؛ التي ارتدت البردة كأول امرأة ترتديها، كما سلم الأمير خالد الفيصل بردة شاعر شباب عكاظ لإياد حكمي شاعر شباب عكاظ. واعتلت روضة الحاج منبر عكاظ وقرأت قصيدتها "انعتاق"، وقالت في المقدمة "أهدي لقب شاعرة عكاظ لكل المبدعات من المحيط إلى الخليج"، ثم اعتلى إياد الحكمي المنبر، وألقى قصيدته الفائزة بين يدي الأمير خالد الفيصل وضيوف سوق عكاظ. وشهد حفل افتتاح السوق عرض العمل المسرحي "العكاظيون الجدد" وهو عمل استعراضي يقدم صورة فنية تجمع الماضي بالحاضر عبر شخصيات شعراء السوق قديما، والشعراء حديثا ممثلين بالشاعر الراحل غازي القصيبي. وأظهر العمل الفني المسرحي القصيبي وهو يحتكم أمام النابغة الذبياني في سوق عكاظ وبعد الاستماع له يسلمه النابغة راية سوق عكاظ، كما شهد الحفل عرض مسرحية عنترة بن شداد التي تجسد حالة الحب والحرب في شخصية عنترة بن شداد. وكرم الأمير خالد الفيصل الفائزين بجوائز سوق عكاظ في مختلف الفروع. يذكر أن مشروع خيمة سوق عكاظ التي تم تدشينها مساء أمس واحتضنت حفل افتتاح سوق عكاظ يتكون من ثلاثة أجزاء، يمثل الجزء الأول المبنى الرئيسي ويشمل الدور الأرضي الذي يحتوي على 3061 مقعداً منها 300 مقعد للنساء و2212 مقعدا للرجال، و280 مقعدا لكبار الشخصيات، فضلا عن قاعات انتظار ومكاتب وخدمات مساندة، وقاعات محاضرات ومناسبات، فيما الجزء الثاني يحتوي على عشرة أبراج موزعة على المبنى الرئيسي بارتفاعات تتراوح بين ستة أمتار إلى 33 مترا، وهي أبراج يحتوي بعضها على الأنظمة الميكانيكية والكهربائية اللازمة لتشغيل المبنى الرئيسي، كما أنها تدعم الشكل المعماري المناسب لأهمية المشروع، أما الجزء الثالث وهي الخيمة فهي تغطي المبنى الرئيسي بالكامل مع المنطقة المقابلة لصخرة عكاظ وترتكز على دعائم معدنية.