برزت مجددا أمس الخلافات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الحرب في سورية، فيما وصل إلى القاهرة أمس الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي في أول مهمة سلام له منذ توليه مهامه. وأبدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تشككها في إمكانية التوصل إلى اتفاق حول موقف مشترك بين بلادها وروسيا من الصراع الدائر في سورية. وقالت في ختام قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ "أبيك" في مدينة فلاديفوستوك الروسية "لا معنى لاعتماد قرار غير ملزم لأننا رأينا تكرارا أن الأسد سيتجاهله وسيواصل مهاجمة شعبه". وتابعت "سأواصل العمل مع وزير الخارجية لافروف لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا إعادة النظر في فكرة أن نورد خطة الانتقال في سورية التي وافقنا عليها في جنيف في وقت سابق هذا الصيف، ضمن مشروع قرار في مجلس الأمن". وأضافت "لكن كما شددت مع وزير الخارجية لافروف، المشروع سيكون فعالا فقط إذا تضمن عواقب في حالة عدم الالتزام به". وقالت "إذا استمرت هذه الخلافات (مع روسيا) فسنعمل حينئذ مع الدول التي نتفق معها في المواقف على دعم معارضة سورية من أجل تسريع سقوط نظام الأسد والمساعدة في تحضير سورية لمستقبل ديموقراطي ومساعدتها على النهوض مجددا". في غضون ذلك، وصل المبعوث الدولي الجديد للأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي أمس إلى القاهرة، حيث يلتقي اليوم مسؤولي الجامعة العربية وعددا من المعارضين السوريين حول سبل إنهاء الصراع، الذي حصد أرواح أكثر من 26 ألف شخص حتى الآن. وبحسب أحمد فوزي المتحدث باسم الإبراهيمي، فإن هذا الأخير ينوي زيارة سورية قريبا. وقال فوزي "ننجز التفاصيل الأخيرة لهذه الزيارة المرتقبة إلى دمشق التي ستحصل بسرعة حالما يتم إنجاز كل هذه التفاصيل". وفي السياق، أفادت طهران أمس أن الإبراهيمي أجرى مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، وأنه يفكر في زيارة طهران. وأوضح عباس عرقشي أحد مساعدي وزير الخارجية، أن المكالمة أجريت مساء السبت، وأنه "من المقرر أن يزور الإبراهيمي طهران في الوقت المناسب بعد أن يتوجه إلى سورية"، دون الكشف عن موعد الزيارة. وجاء في بيان للخارجية الإيرانية أن المسؤولين بحثا الوضع في سورية، وأن صالحي أكد أن بلاده تريد "حلا سلميا دون تدخل خارجي". وقال البيان إن الإبراهيمي تحدث عن "الدور الإيجابي" الذي يمكن أن تقوم به إيران في الأزمة وسعيه لحلها سلميا.