تشهد أسعار التمور في سوق الأحساء المركزي بالهفوف حالياً انتعاشاً في أسعار كافة الأصناف المنتجة في واحة الأحساء الزراعية، وذلك بسبب قلة الكميات المتوفرة في السوق وزيادة الطلب عليها من أبناء الأحساء ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب ارتفاع مستوى الجودة لمحصول الموسم الحالي. وقال شيخ التمور في أسوق الأحساء المركزي وعضو لجنة النخيل والتمور في غرفة الأحساء عبدالحميد الحليبي في تصريح إلى "الوطن" أمس أن أسعار تمور مزارع واحة الأحساء شهدت خلال الموسمين الزراعيين الماضيين انخفاضاً كبيراً في أسعارها، إذ بلغت نسبة الانخفاض 130% لبعض الأصناف، إلا أنه يومي أول من أمس الخميس وأمس الجمعة، شهدا عودة الأسعار إلى طبيعتها، الأمر الذي استبشر معه مزارعو أشجار النخيل في الأحساء خيراً. وعزا أسباب عودة الأسعار إلى طبيعتها إلى عدة عوامل، منها فتح باب قبول كميات التمور الاحتياطية في مصنع تعبئة التمور بالأحساء التابع لهيئة الري والصرف بالأحساء، إضافة إلى زيادة الطلب عليها في السوق مع قلة المحصول بسبب نفاذ كميات كبيرة منه منذ انطلاق موسم الصرام مطلع شوال الماضي، لافتاً إلى أن انتعاش الأسعار مجدداً سيسهم بالتأكيد في خفض التكاليف التي يتكبدها المزارعون من مصروفات تشغيلية متعددة، فضلاً عن تكاليف العمالة المرتفعة، وتكاليف الجني والمبيدات والأسمدة والري والحرث، وغيرها. وطالب الحليبي الجهات المعنية في وزارة الزراعة برفع سعر شراء كيلو التمور في مصنع التعبئة بالأحساء إلى 7 ريالات للمزارع المطبقة نظم الري الحديثة، و5 ريالات للكيلو لإنتاج المزارع التي لا تطبق نظم الري الحديثة، علما بأن سعرها الآن 5 و3 ريالات على التوالي، لافتاً إلى أن أسعار وتكاليف الزراعة لم تعد كما كانت سابقاً منخفضة ، فكل شيء ارتفع سعره وزادت تكلفته، ومن الأولى زيادة سعر المحصول لمواجهة تلك الارتفاعات التي تشمل جميع مراحل زراعة المحصول. من جانبه، قال المزارع حسين الطويل أن محصول الموسم الحالي يمتاز بجودته، وندرته، معتبراً أن أسعار التمور أمس وأول من أمس مرضية للمزارعين، معرباً عن ارتياحه التام لتلك الأسعار. وشهد السوق خلال اليومين الماضيين إقبالاً غير مسبوق خلال الموسم الحالي، وتربع على ذلك الإقبال صنف الخلاص، ويليه الشيشي، والرزيز، مضيفاً أن المزارعين خلال الموسمين الماضيين عانوا شديداً من تدنى أسعار التمور، بعد أن كان الجميع يطلق على التمور"الذهب الأصفر" لارتفاع أسعاره وكمياته الكبيرة في مزارع الأحساء وقلة تكاليف زراعته مقارنة بالوقت الحالي، مبيناً أن الباعة والمزارعين تعافوا أمس من صدمة تراجع الأسعار على مدى الموسمين الماضيين –على حد قوله-، حتى أنها جاءت أمس مرضية للمزارع والبائع والتاجر والمستهلك أيضاً، وتمنى أن تحافظ التمور الأحسائية على أسعارها في الأسواق المحلية لدعم القطاع الزراعي في المملكة. وفي السياق ذاته، أوضح مدير عام هيئة الري والصرف المهندس أحمد الجغيمان أن الإدارة انتهت من أعمال تطوير وتحديث خطوط الإنتاج في مصنع تعبئة التمور بالأحساء، والتي شملت استبدال خطوط التعبئة القديمة بأخرى جديدة ذات مواصفات فنية عالية ومختلفة وذات خصائص لتعبئة العبوات بأحجام مختلفة بنظام التفريغ الحراري, و12 ماكينة تعبئة بتكلفة 23 مليون ريال، وتوريد وتركيب 12 خطاً للفرز والغسيل وتجفيف التمور مع سيور متحركة لتسهيل نقل وتوزيع التمور بقيمة 17 مليون ريال، علاوة على تجديد وتحديث صالات الإنتاج والتعبئة وتكييفها لتوفير بيئة عمل مناسبة وصحية للعاملين في المصنع بتكلفة 4 ملايين ريال, مؤكداً أن هذه الأعمال مكنت من تحسين جودة إنتاج التمور ومواصفاتها لحين تسليمها إلى المستفيدين من برنامج شراء وتوزيع التمور الذي تقدمه الحكومة لبرنامج الغذاء العالمي، لافتاً إلى أن المصنع يستقبل سنويا 25 ألف طن من التمور يتم توريدها من مختلف مناطق المملكة وبأصناف متنوعة من التمور السائدة لدى كل منطقة, مشيرا إلى أن البرنامج السنوي لشراء وتعبئة التمور مخصص له اعتمادات مالية بمبلغ 140 مليون ريال تشمل تكاليف التعبئة وقيمة شراء التمور.