جدَّدت الحكومة الإسرائيلية عزمها على المضي قدماً في سياستها الرامية لفرض تعليم التراث اليهودي على الطلاب العرب، رغم اعتراضات عدد من أعضاء الكنيست الإسرائيلي. يأتي ذلك بينما تواصلت الاحتجاجات الشعبية في الضفة الغربية على ارتفاع تكاليف المعيشة. أما في غزة فقد أدانت حركة حماس رضوخ الحزب الديموقراطي للمطالب اليهود بإضافة عبارة "القدس عاصمة لإسرائيل في البرنامج الانتخابي للحزب". ففي تل أبيب أصر وزير التربية والتعليم غدعون ساعار، على فرض تعليم تراث كل من دافيد بن غوريون، ومناحيم بيغين على المدارس العربية، وقال "سيكون من الخطأ حرمان الطلاب العرب من تعلم تراث أهم رئيسي وزراء في تاريخ إسرائيل". جاء ذلك في ردٍ على رسالة النائب جمال زحالقة، التي طالبه فيها بإلغاء المشروع الذي يتضمن روايات تاريخية مشوهة ومرفوضة، ووصفه بأنه استهتار بمشاعر الطلاب العرب وهويتهم وانتمائهم. وقال "بيغين كان زعيماً لعصابة الايتسل الإرهابية، ومسؤولاً عن الحرب الأولى على لبنان، وعن مجزرة صبرا وشاتيلا، وعن مشاريع التوسع الاستيطاني. أما بن غوريون فهو المسؤول الأول عن نكبة فلسطين ،وتشريد شعبنا وسلب الأرض والوطن، وهو الذي فرض الحكم العسكري وهو الذي قاد عملية مصادرة أغلبية أراضي المواطنين الفلسطينيين في الداخل، كما أنه مهندس العدوان الثلاثي على مصر". في سياقٍ منفصل أبدى رئيس الوزراء سلام فياض، استعداده للاستقالة من منصبه إذا كان ذلك مطلباً شعبياً بعد أيام من الاحتجاجات في الشوارع، تعبيراً عن الاستياء من ارتفاع تكاليف المعيشة. وكانت زيادة في أسعار الوقود نسبتها 5% قد أشعلت شرارة المظاهرات في مدن رام الله وجنين والخليل. وقال للصحفيين في رام الله "إذا كان هناك مطلب شعبي حقيقي بأن أستقيل، وإذا كان ذلك سيحل المشكلات الاقتصادية، فلن أتردد في التنحِّي ولن أؤجله". وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد قال في وقت سابق "الربيع الفلسطيني بدأ"، ووصف مطالب المحتجين بخفض تكاليف المعيشة بأنها "صائبة وعادلة". وقال"على الرغم من أن بعض شعارات المحتجين تسوؤني بشدة فإن حرية التعبير مكفولة". إلى ذلك أدانت حركة حماس تراجع الحزب الديموقراطي الأميركي وإعلانه في برنامجه الانتخابي "القدس عاصمة لإسرائيل". وقال مصدر مسؤول "نستنكر بشدّة ونستغرب خطوة الحزب الديموقراطي التي نعدها غير ديموقراطية، ونعتبرها سقطة مدوّية وفضيحة من العيار الثقيل تفضح الإدارة الأميركية في انحيازها الكامل للاحتلال الصهيوني، وانتهاجها سياسة ازدواجية المعايير في التعامل مع القضية الفلسطينية. وفي الوقت الذي نستنكر فيه هذا الموقف الذي يمثل صفعة للاهثين وراء سراب المفاوضات، نؤكد أن القدس كانت وستبقى عاصمة أبدية لفلسطين، وسيظل شعبنا وقواه الحيّة صامدين متمسكين بثوابت وطنهم ومقدساته حتى التحرير والعودة". من جهة ثانية أشاد النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار بالتسهيلات المصرية على معبر رفح، وفتحه طيلة أيام الأسبوع في كلا الاتجاهين بما فيها يوم الجمعة. وشدد على ضرورة بقاء معبر رفح مفتوحاً، باعتباره المنفذ الوحيد لسكان القطاع الذين يعانون جراء الحصار الإسرائيلي منذ 6 سنوات.