لم يقتصر دور برنامج "حافز" عند صرف الإعانة المالية للباحثين عن عمل وحسب، إنما وفّر وظائف جديدة لم تكن موجودة رغم عدم نظاميتها، فهرع عدد من الشباب إلى استغلال التحديث الأسبوعي لبيانات العاطلين، الذين لا يجيدون استخدام الحاسب، أو يتواجدون في أماكن بعيدة عن الإنترنت مقابل أجر مادي ربما يصل أحيانا إلى 200 ريال شهريا. المواطن محمد الحويطي، ذكر أنه لا يعرف الإنترنت، ولم يستخدمه في حياته أبدا، مشيراً أنه تعرض للخصم من المكافأة، بسبب عدم تحديثه لبياناته بشكل أسبوعي، رغم ذهابه المتكرر إلى مقاهي الإنترنت ومحاولة تحديث البيانات عن طريق عامل المقهى. وقال: "توقفت عن هذه الطريقة بسبب وجود شخص يقوم بتحديث بياناتي بشكل دوري بشرط أن أدفع له 200 ريال كل شهر، حتى لا يتواصل الخصم الشهري"، وطالب الحويطي الجهات المختصة بإيقاف التحديث الأسبوعي الذي يعتبر تعجيزيا لهم لعدم معرفتهم بالإنترنت. أما الشاب محمد الجهني، فقد ذكر أنه من سكان البادية، ولا يعرف وسائل الاتصال الحديثة حتى الجوال، مؤكدا أنه يقطع كل أسبوع 100كلم، كي يذهب إلى المدينة لتحديث بياناته، مضيفاً أن جزءا من الطريق صحراوي، وقال "أصبح حافز يذهب بين إطارات السيارة وصيانتها نتيجة سفري المتكرر عليها رغم تهالكها"، مبيناً أنه كان يعاني من الخصم الشهري، إلا أن معاناته ازدادت مع البرنامج عندما أضيف شرط التحديث الذي أرهقه على حد وصفه ورغم سفره المتكرر لم يسلم من الخصم. وفي سياق متصل، قال أحد المستفيدين من تحديث بيانات العاطلين في برنامج حافز مقابل أجر مادي، ويدعى "أبو سعود" أنه ابتكر هذه الطريقة من تلقاء نفسه، مشيراً إلى أن شروط حافز لم تنطبق عليه في البداية، وكان يحدث البيانات للمستفدين دون مقابل مادي، إلا أن ازدياد عدد طالبي التحديث يوما بعد يوم جعله يفكر بالمردود المادي. وقال "أصبحت أجني أضعاف ما يجنيه المستفيدون من البرنامج، وذلك بسبب جهل الكثير ممن يطلبون خدماتي بالإنترنت، وخوف البعض منهم أن يترك أسبوعا ويسقط منه سهواً فيخصم عليه جزء من المبلغ". وطالب أبو سعود بالنظر في التحديث الأسبوعي، وتغييره ليصبح شهرياً.