أعلنت المحكمة العامة مغرب الخميس الماضي أن يوم الجمعة، أول أيام عيد الفطر المبارك، ومع الإعلان أعيد نشر وتناول البيت الشهير لشاعر العرب الكبير المتنبي: «عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمرٍ فيك تجديد».. غالب الناس يرددون البيت بصورة تشاؤمية، وكأن الله تعالى قد قدر علينا البؤس والشقاء، ولا أدري كيف يغيب عن بالنا أن العيد مناسبة تستحق منا رغم أي شيء أن نكون سعداء، وأن نتفاءل بقادم أجمل. رواياتنا الحديثة تثبت استنكار الصحابة لعدم الفرح بالعيد؛ فقد روى الإمام البيهقي والإمام ابن ماجة عن سيدنا عياض الأشعري رضي الله تعالى عنه أنه شهد عيداً بالأنبار فقال: ما لي لا أراكم تقلسون؟ كانوا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلونه، و«التقليس» كما قال يوسف بن عدي، هو قعود الجواري والصبيان على أفواه الطرق، يلعبون بالطبل وغير ذلك، والقصة بتفاصيلها ذكرها ابن عساكر في كتابه المعروف (تاريخ دمشق). اختم بأن الفرح بالطاعات وأدائها شيء جميل، والتوفيق الذي أتمه الله علينا يستحق منا ذلك؛ وقياسا على أننا عند غروب «كل» يوم من رمضان نفرح كما دعانا سيدنا صلى الله عليه وسلم في قوله: «للصائم فرحتان»، فعند ختم «كل» شهر رمضان، الفرح أدعى، والداعي إليه أعظم.