لم يكرم الله أحدا من مخلوقاته كما كرم الإنسان، وخلق له كل ما في الكون ليكون له عونا في الحياة، وكرمه بالعقل والذي يتميز به وجعله يقيم العديد من الحضارات، وكان أعظم تكريم للإنسان من رب الكون هو أن جعله خليفة له في الأرض، وهذه القيمة هي من أعظم القيم التي كرمنا بها، قال تعالى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ على كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) (الإسراء -70). والعقل البشريّ أو الدماغ هو الجهاز الأكثر تعقيداً على وجه الأرض، ما زال العلماء والباحثون يبذلون جميع المحاولات لفهمه وكيفية عمله، وهذا يبيّن لنا قدرة وإبداع الخالق في خلقه. وكثيراً ما سمعنا عن أنّ الإنسان يستهلك فقط 10% من قدرة دماغه. والتفكير سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض لمثير يتم استقباله عن طريق واحدة أو أكثر من الحواس الخمس المعروفة. وهناك عمليات تنمي التفكير تسمى مهارات التفكير وهي عمليات معرفية عقلية تستخدم في عمليات التفكير وتتضمن مجموعة من المهارات توجه وتتحكم في العمليات العقلية للفرد. ويمكن التفريق بين التفكير ومهاراته بأن التفكير هو المعالجة العقلية للمدخلات الحسية والمعلومات المسترجعة لتكوين الأفكار، حيث يتم إدراك الأمور وإعطاء الخبرة معنى، أو الحكم عليها، وتتضمن هذه العملية الإدراك والخبرة السابقة والمعالجة الواعية والحدس وعن طريقها تكتسب المعرفة معنى، أما مهارات التفكير فهي نشاط عقلي يعبر عن الإجراء الذي يمارسه الفرد عن قصد في معالجة تلك المدخلات الحسية، أي إن مهارة التفكير عملية محددة نمارسها ونستخدمها عن قصد في معالجة المعلومات، فيتم بذلك تحديد المشكلة وإيجاد الافتراضات، أو تقويم قوة الدليل، وبذلك فإن هذا الأداء يشكل الصورة الملاحظة للسلوك أثناء قيام الفرد بممارسة المهارة. ومن مهارات التفكير التخطيط وتحديد الأهداف وجمع المعلومات والوصف والتلخيص والربط والتطبيق والتحليل والتصنيف والمقارنة والتركيب والتقويم والتعرف على الأخطاء والتصميم والاستنباط والاستقراء والاستدلال والملاحظة. وتوجد هذه المهارات في مناهجنا بشكل ضمني، لذا أقترح تدريس مادة "مهارات التفكير" بالمرحلة الابتدائية بالصفوف العليا على أن تعد هذه المادة بشكل جيد ويتم إعداد المعلمين قبل تدريسها وتلافي كل سلبيات تدريس مادة التفكير الناقد لإعداد جيل من المتعلمين يحسن الاستفادة من مهاراته العقلية وتنميتها وتحقيق الذاتية للمتعلم لخوض مجالات التنافس في هذا العصر المتسارع والذي يرتبط فيه النجاح والتفوق بمدى القدرة على التفكير الجيد والمهارة فيه.