في التعليم العام بمراحله الثلاث الابتدائية والمتوسطة والثانوية عدد الطلاب 6.257.784 طالبًا وطالبة حسب إحصائية عام 2018م (للهيئة العامة للإحصاء)؛ هذا يعني أننا نتعامل مع أكثر من ستة ملايين دماغ، تمتلك النظام نفسه، إلا أن كل دماغ يختلف عن غيره من حيث الوظيفة والكفاية التي يؤديها، ما يجعلنا نحرص كل الحرص على نوع التعامل والتعليم المقدم لهذه الأدمغة التي ستشرق بمستقبل مملكتنا الحبيبة. الدماغ هو المتحكّم في جميع أنشطة الجسم بتركيبته المتناهية في الدقة والعظمة، لذلك الفهم الدقيق لبنية الدماغ وآلية عمله ستجعل واضعي المناهج والتربويين والمعلمين يحترمون ذلك الدماغ، فتكون لغة خطابهم مختلفة باختلاف درجة وعيهم، وتكون خططهم وأعمالهم مسايرة لتلك العظمة في خلق الدماغ. الكيفية التي يتعلَّم بها الدماغ ابتداءً من المدخلات أيًا كان مصدرها (داخلية أو خارجية)، ووضوح خط سيرها، وكيف يعالجها (معالجة أولية، ثم معالجة أكثر عمقًا) في أجزائه المختلفة، وكيف يتعامل مع الطوارئ في حالة المعلومات التي تعدُّ تهديدًا: وكيف يجري مزيدًا من التقويم عالي المستوى للمعلومات تمهيدًا لتخزينها في الذاكرة طويلة المدى، كل ذلك مهم جداً للمعلمين، ويوجههم إلى مجموعة من الأمور، منها: النظر بطريقة مختلفة للمتعلم، الذي يملك هذا الدماغ المنظَّم بدقة عالية، ومن ثم تنعكس هذه النظرة على تجديد مهاراتهم التدريسية، وأن تكون عملية التدريس منظمة ومتسلسلة وفق مراحل تتناغم مع آلية عمل الدماغ، ويتم اختيار الخبرات المناسبة لإثارة التفكير والتحدّي لدى المتعلم، وتطوير طرائق التدريس واستراتيجياته؛ حتى تتناغم مع بنية الدماغ ووظائفه، كذلك فهم لعملية التعلم والتخطيط لمواقفها التعليمية والتعلمية بناءً على نتائج أبحاث الدماغ. لذلك ستجد التعلم المستند إلى الدماغ هو التعلم الذي يحفّز الدماغ ويستثمر طاقاته الكامنة، ليعالج البيانات الحسية، ويرمّزها داخل الأبنية العصبية للدماغ، ويحتفظ بها لحين استخدامها لاحقًا، ويعدّ هذا التعلم الجديد مدخلًا يتمركز حول الطالب، معتمدًا على وظيفة الدماغ وتركيبه؛ ليحقق تعلُّمًا فعّالًا.