حذرت دراسات حديثة من أن عدم الانتظام في تناول الوجبات الرئيسة يتسبب في الإصابة بالسمنة التي أصبحت تشكل هاجسا وخطرا صحيا داهما على معظم مواطني الخليج العربي والسعودية بشكل خاص. ويقول استشاري التغذية العلاجية الدكتور خالد المدني في حديث ل"الوطن": إن الجسم يتعود على مواعيد الأكل المنتظمة، واختلاف توقيت الأكل يؤدي بالشخص إلى تناول وجبات خفيفة بين الوجبات الرئيسة، وتناول الوجبات في أي وقت دون انتظام، وفي هذه الحالة سيتناول أكثر من احتياجه نتيجة لاختلاف توقيت الأكل المعتاد لديه. ونصح المدني الموظفين والموظفات الذين يتبعون نظام الفترات أو الورديات في عملهم بتنظيم أوقات تناول الطعام في أوقات محددة لتجنب السمنة وأضرارها. وأكدت دراسة أجرتها جامعة نورث ويسترن بولاية إلينوي الأميركية أن الاضطراب في توقيت تناول الطعام يؤدي إلى السمنة. وأجرى الباحثون خلال دراستهم التجارب على مجموعتين من الفئران، أعطيت طعاما غنيا بالدهون على مدى ستة أسابيع، لكن في أوقات مختلفة من فترة اليقظة. ووجدت الدراسة أن الفئران التي تناولت طعامها في أوقات تكون عادة نائمة فيها زاد وزنها، ضعف زيادة وزن تلك التي تناولت طعامها في أوقات اليقظة، على الرغم من أن المجموعتين كانتا تمارسان المستوى نفسه من النشاط، وتأكلان نوع الطعام نفسه الذي تأكله الفئران الأخرى. وقال فريق البحث: إن الفئران التي تأكل في ساعات غير منتظمة يتضاعف وزنها، رغم أنها تنشط وتأكل كالفئران التي تأكل في مواعيد منتظمة بالضبط. وقالت ديانا آربيل رئيسة فريق البحث في حديث لموقع الجامعة على شبكة الإنترنت: كان تركيزنا على الذين يعملون في دوريات، حيث يميلون غالبا إلى البدانة، مما دفعنا إلى التفكير بأن تناول الطعام في الوقت الخطأ قد يكون عاملا في زيادة الوزن. ويعتقد بعض العلماء أن النوم والهرمونات ودرجة حرارة الجسم تلعب دورا في كيفية اكتساب الجسم للوزن الزائد. وكانت دراسات عدة قد أكدت أن السمنة عامل مهم في مشاكل التفكير وفقدان الذاكرة وارتفاع السكري وأمراض القلب والشرايين والجلطات ومشاكل التنفس والشخير وتكيس المبايض والحيوانات المنوية والسرطان وأثارها السلبية على نمو وتطور الأجنة داخل الرحم، إضافة إلى 47 مرضاً مزمناً يصاحبها. وأظهر استطلاع أميركي جديد أن 62.8% من الراشدين الأميركيين يعانون من السمنة أو الوزن الزائد خلال النصف الأول من عام 2012 الجاري. وأشارت دراسة جديدة أخرى نشرت في أغسطس 2012م في مجلة "Journal of Occupational and Environmental Medicine". إلى مدى شيوع السمنة بين 1700 ممرضة. ووجد الباحثون أن الممرضات اللاتي عملن لساعات أطول كن أكثر عرضة للسمنة من اللاتي عملن تحت نظام ساعات عمل مريح. وقال باحثون إن هناك ارتباطا وثيقا بين نقص عدد ساعات النوم وزيادة الوزن. حيث يحدث خلل في إفراز الهرمونات، فتزداد الهرمونات التي تزيد الشهية مثل هرمون الغريلين وتقل الهرمونات التي تقلل الشهية كاللبيتين. كما وجد الباحثون أن اللاتي عملن بنظام "الشفت" مارسن الرياضة بشكل أقل ممن عملن بنظام ساعات عمل مريحة. وكانت تقارير صحفية قد نشرت عن لجوء بعض السعوديات إلى عمليات ربط الأسنان "التقويم" كوسيلة لإنقاص الوزن والتخلص من السمنة المفرطة والحصول على الرشاقة، في حين كشف الباحث السعودي الدكتور فؤاد نيازي في دراسة أجراها في وقت سابق أن معدلات السمنة في المملكة ارتفعت بنسبة 30 % خلال السنوات العشر الأخيرة، مشيرا إلى أن 37 % من السعوديات تعانين من السمنة وأن 29 % من الرجال يعانون من زيادة الوزن ووصلت معدلات السمنة بين النساء إلى 24% مقابل 16% من الرجال. فيما حذر رئيس وحدة المسرطنات بمستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتور فهد الخضيري في حديث ل"الوطن" من أن الوزن الزائد لدى صغار السن قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض السكري والروماتيزم وتصلب الشرايين، وأكد أن استخدام الدقيق الأبيض في المأكولات يعتبر عاملا رئيسا من مسببات السمنة، مشيراً إلى أنها باتت تهدد أكثر من 40% من فئة الشباب وطلاب المدارس صغار السن.