عكرت تصرفات المجازفين، نعمة المطر التي تشهدها معظم مناطق المملكة، وذلك من خلال نزولهم إلى بطون الأودية والسيول بغرض السباحة، وتحويلها إلى نقمة، غير آبهين بالمخاطر التي يتعرضون لها، إذ ارتفع ضحايا السيول والأمطار خلال الأسبوعين الماضيين إلى 19 بين انجراف سيارات في الأودية والسباحة في تجمعات المياه، والتماسات كهربائية وانزلاقات. وأكد الراصد الجوي وعضو جمعية الطقس والمناخ في المملكة علي مشهور ل«الوطن»، أن هناك 3 امتدادات لتكونات الأمطار، تشمل تخلل مد الرطوبة المداري في طبقات الجو قادم من بحر العرب، والتيارات الدافئة الرطبة في الطبقات المنخفضة المقبلة من القرن الإفريقي، فضلا عن التصعيد الحراري في جنوبالبحر الأحمر وكلها ساعدت في زيادة كميات بخار الماء، مشيرا إلى أنها تسببت في التكونات الماطرة الغزيرة، والتي تستمر إلى بداية الأسبوع المقبل، ثم تليها حالة أخرى مع أواخر الشهر الحالي. حجم التخزين وحولت بداية طلائع المد الرطوبي مناطق جازان إلى أجواء ممطرة في اليومين الماضيين، والتي تبلغ ذروتها نهاية الأسبوع الحالي، في وقت تصدرت محافظة هروب كمية الأعلى أمطار بنسبة 29.7%. وكشفت وزارة البيئة والمياه والزراعة إجمالي حجم التخزين خلف السدود قبل 16 يوما من الآن في أحدث إحصائية لها، والتي بلغت 420.358.045 م3، ووصل حجم السيول الواردة للسدود 6.108.959 م3، وحجم المياه المنصرفة من بوابات السدود _5.873.209 م3، وتصدر سد جازان كميات المياه المخزنة والمنصرفة من السدود في المملكة والتي بلغت 1.513.985 م3، كما تصدر سد نجران حجم السيول الواردة والتي بلغت 2.851.200 م3، يليه سدي جازان وضمد بحجم 1.972.173 م3، صدارة الأمطار وتصدرت محافظة هروب الأعلى كميات أمطار في جازان بنسبة 29.7 ملم، ومحافظة الداير ثانيا بنسبة 22.5 ملم، وبيش ثالثا بنسبة 18.9 ملم، وأحد المسارحة رابعا بنسبة 10.3 ملم، وصامطة خامسا بنسبة 8.8 ملم، وحولت الأمطار التي شهدتها محافظاتجازان إلى ليل، مصحوبة بصواعق رعدية قوية، وتسببت في ارتفاع منسوب المياه في الطرق، وتدني مستوى الرؤية، ونزول البرد، وانهيارات صخرية وجبلية، وسط استنفار الجهات الخدمية، ومتابعة ميدانية لمعالجة الأضرار والمخلفات، وفتح الطرق، وشفط تجمعات المياه، وتحذيرات مستمرة للدفاع المدني. ورصدت «الوطن»، في جولة ميدانية، أمس، هطول الأمطار والبرد، والصواعق، وتحول نهار جازان إلى ليل مع الأمطار، واستمرار مجازفة الشباب وسط سيول وادي المجصص شرق المنطقة، ووقعت مغامرة كادت تودي بحياة شاب، لولا صرخات الاستغاثة والاستنجاد، وخروجه سالما. وفي المدينةالمنورة، استمر هطول الأمطار في سابقة تعد الأولى التي تشهدها المنطقة في شهر أغسطس، وتسببت خلال اليومين الماضيين في خلع الهناقر والأسقف المستعارة من المستودعات والشركات ومعارض السيارات وبعض مواقف السيارات بسبب الرياح المتزامنة. وقطعت السيول طرق بعض القرى وتوقف السير إليها كمنطقة الحجرية ومخطط ابيار الماشي في حين أدت صاعقة لنشوب حريق في مضمار الخيل القديم جوار حديقة الملك فهد، في حين تسبب انجراف التربة وتساقط بعض الصخور بالطرق إلى عرقلة السير إلا أن وجود فرق الطوارئ من الجهات المعنية أسهم في تسهيل حركة السير بعد رفع مخلفات الأمطار. وكانت المديرية العامة للدفاع المدني دعت إلى توخي الحيطة والحذر من استمرارية فرص هطول الأمطار الرعدية على أجزاء من مناطق المملكة، وبينت المديرية أن مناطق عسير والباحة ونجرانوجازان ومكة المكرمةوالمدينةالمنورة وحائل وتبوك ستتأثر بأمطار متوسطة إلى غزيرة ورياح نشطة السرعة قد تؤدي إلى جريان السيول كما قد تتأثر أجزاء من مناطق الرياض والقصيم والشرقية بأمطار متوسطة مجملها قد تصل إلى غزيرة واهابت المديرية بتوخي الحيطة والحذر من المخاطر المحتملة في مثل هذه الأجواء.