بلغ المنتخب الإسباني نهائي كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه بعدما وضع حداً لمغامرة نظيره الألماني بفوزه عليه 1-صفر أمس على ملعب "موزيس مابهيدا" في دوربن في نصف نهائي مونديال جنوب افريقيا 2010. وجدد المنتخب الإسباني الذي كان يخوض غمار دور الأربعة للمرة الثانية في تاريخه بعد عام 1954 (كان يعتمد حينها نظام المجموعة في دور الأربعة الأخير) فوزه على نظيره الالماني الذي يخوض النهائيات بأصغر تشكيلة له منذ مونديال 1934، بعد أن كان تغلب عليه في نهائي كأس أوروبا قبل عامين. واستحق الأسبان الفوز لأنهم كانوا الأفضل ففرضوا سيطرتهم في معظم فترات المباراة لكنهم عجزوا عن التسجيل حتى الدقيقة 73 عندما جاء الفرج عبر مدافع برشلونة كارليس بويول الذي وضع بلده في موعد مع التاريخ وحرم الالمان في التأهل إلى النهائي للمرة الثامنة في تاريخهم. وخرج المنتخب الألماني، بطل أعوام 1954 و1974 و1990، بإنجاز شرفي وهو أنه انفرد بالرقم القياسي الذي كان يتشاركه مع البرازيل من حيث عدد المباريات في النهائيات بعدما خاض أمس مباراته ال98، وهو سيرفعها الى 99 لانه سيخوض السبت مباراة المركز الثالث أمام الأوروجواي، فيما تلعب إسبانيا النهائي الأحد مع هولندا، والمنتخبان يبحثان عن لقبهما الاول، ما يعني أن منتخب أوروبي جديد سينضم إلى لائحة الأبطال. وخاض المانشافت المباراة بطريقة حذرة ما سمح للأسبان بفرض هيمنتهم التامة دون أن يحصلوا على كثير من الفرص سوى في الدقائق الاخيرة. وافتقد الألمان خدمات نجمهم المتألق توماس مولر (4 أهداف) للايقاف، ما اضطر المدرب يواكيم لوف الى اشراك بيوتر تروخوفسكي منذ البداية في التغيير الوحيد على التشكيلة، فيما شهدت تشكيلة المدرب الاسباني فيسنتي دل بوسكي مفاجأة بإبقائه توريس على مقاعد الاحتياط بعدما فشل في ايجاد طريقه الى الشباك في المباريات الخمس السابقة، واشرك بدلا منه الشاب بدرو رودريجيز. وهيمن أبطال أوروبا وسط تراجع واضح للألمان الذين ركزوا على سلاح الهجمات المرتدة لكن شباكهم كادت تهتز من رأسية بويول بعد عرضية من اندريس انييستا لكن محاولة لاعب برشلونة علت العارضة (14). وتحسن الأداء الألماني تدريجياً واستوعب الألمان اندفاع خصومهم وبدأوا الانطلاق نحو منطقة الحارس ايكر كاسياس لكن دون أن يهددوا حتى الدقيقة 32 عندما اطلق تروخوفسكي كرة قوية من خارج المنطقة تدخل عليها كاسسياس ببراعة. ثم حصل الألمان على فرصة ثمينة أخرى في الوقت الضائع من الشوط الأول عندما توغل مسعود أوجيل داخل المنطقة اثر تمريرة من كلوزه قبل أن يسقط بعد تدخل من سيرخيو راموس لكن الحكم المجري فيكتور كاساي طلب بمواصلة اللعب (45). وجاء الرد الإسباني مثمراً عبر بويول الذي ارتقى فوق المدافعين وحتى زميله بيكيه ووضع الكرة برأسه داخل شباك نوير بعد ركلة ركنية نفذها تشافي من الجهة اليسرى (73). وحصل بدرو على فرصة إراحة أعصاب الإسبان عندما توغل في الجهة اليسرى وقرر أن يتلاعب بارنه فريديرتش عوضا عن تمرير الكرة الى توريس، فأضاع على منتخبه فرصة ذهبية لتوجيه الضربة القاضية للألمان (82)، لكن لحسن حظه بقيت النتيجة على حالها.