قفز الهولنديون في القنوات المائية وتسلقوا أعمدة الإنارة في الشوارع حيث احتفل مئات الآلاف منهم بتأهل منتخب بلادهم الأول لكرة القدم إلى نهائي مونديال جنوب أفريقيا بعد الفوز على أوروجواي 3/2 مساء أول من أمس بالدور قبل النهائي. وأصبح حلم البلد كله واحداً وهو الفوز باللقب الأول في كأس العالم. وقال معلق تلفزيوني ملخصاً مشاعر الجماهير الهولندية عامةً "نعلم أن المدرب فان مارفييك ولاعبينا خرجوا في مهمة يريدون تنفيذها بأي ثمن، نريد أن نصبح أبطال العالم أخيراً". وبدت هولندا وكأنها خرجت كلها للاحتفال بعد إطلاق صفارة نهاية مباراة الأوروجواي، ويأمل جميع الهولنديين أن يحالف الحظ بلادهم أخيراً في محاولتها الثالثة لإحراز كأس العالم بعدما خسرت نهائيي المونديال في 1974 أمام ألمانيا و1978 أمام الأرجنتين. واحتفل نحو 80 ألف شخص في أكبر مهرجان جماهيري في هولندا بأمستردام، بينما شاهد أكثر من 11 مليون شخص المباراة على شاشة التلفزيون، مما يعني أن نحو 70 بالمئة من الشعب الهولندي شاهدوا فريقهم وهو يفوز مساء أمس مع ولي العهد ويليم ألكسندر وزوجته الأرجنتينية الأميرة ماكسيما اللذين رقصا في مدرجات الإستاد بكيب تاون. وكتبت صحيفة "دي تيليجراف" أمس "الآن انطلقوا واحصدوا الذهب". ورغم أن الفريق الحالي يفتقد اللمسات الجمالية التي اتسم بها منتخب يوهان كرويف أو منتخب رود خوليت، فقد نجح لاعبو فان مارفييك حتى الآن في تحقيق المطلوب منهم في جنوب أفريقيا. وسيكون مسك الختام بالنسبة لهولندا في هذه البطولة هو الفوز على ألمانيا في النهائي بعدما كان الهولنديون خسروا أمام الماكينات الألمانية 1/2 في نهائي 1974 ثم خسروا أمامهم من جديد في دور ال16 من مونديال 1990 بإيطاليا عندما واصلت ألمانيا مشوارها بالبطولة نحو إحراز اللقب. ورأى البعض فوز أول من أمس كثأر لهزيمة عمرها 82 عاماً، عندما فازت أوروجواي على هولندا 2/ صفر في أولمبياد 1928 بأمستردام لتحرز الميدالية الذهبية. بينما رأى آخرون أن الفوز حققته هولندا على أرضها، فقد كان الهولندي يان فان رايبيك هو من رفع علم شركة الهند الشرقية الهولندية للتجارة بمدينة "كيب أوف جود هوب" عام 1651 مؤسساً أول مستعمرة أوروبية في جنوب أفريقيا.