هذه ليلتي وحلم حياتي... قصيدة كتبها «جورج جرداق»، لتغنيها كوكب الشرق أم كلثوم، ويلحنها موسيقار الأجيال «محمد عبدالوهاب». حيث قابل محمد عبدالوهاب الشاعر الراحل «جورج جرداق»، في لبنان، وأبلغه سلام كوكب الشرق، التي تريد غناء قصيدة له، واتفقا أن يبدأ جرداق كتابة القصيدة وبعد فترة قصيرة تقابلا مرة أخرى وألقى عليه «هذه ليلتي»، وانبهر عبدالوهاب«قائلا» هذه هي القصيدة! رائعة... لأول مرة المرأة هي صاحبة القرار، هي التي تقول هذه ليلتي. كتابة القصيدة يقول الشاعر جورج جرداق عن الأغنية: كان محمد عبدالوهاب يستضاف دائما في لبنان وفي إحدى السنوات جلس عاما كاملا في بيروت، وكان نزيلا على فندق في الحمرون وكل ليلة نسهر سويا، فقلت له: «عبدالوهاب أريد قصيدة للسيدة أم كلثوم، وحسب ما تهيأ لي أنني سأكتب قصيدة خاصة لأم كلثوم، وفي اليوم الثاني سألني عبدالوهاب ماذا حصل؟! أنتظر إلى أن تتهيأ لي الفرصة لكي أكتب القصيدة، وذات ليلة كنا سهرانين في باحة الفندق وكان يجالسنا فريد الأطرش ونجاة الصغيرة وإحسان عبدالقدوس وإخوان مصريون كثيرون، فأشار لي عبدالوهاب بأنه يريد الانفراد بي عند شرفة الفندق المطلة على وادي لامرتين، وفي هذا الوقت صرت أدندن أبياتًا لحالي، فانتبه عبدالوهاب فقال ماذا تقول؟ فقلت له ماذا أقول، فقال عبدالوهاب هذه هو ما أريد لأم كلثوم فهي قصيدة غير مكتوبة وفي اليوم التالي كتبت القصيدة وأعطيتها لمحمد عبدالوهاب». هذه ليلتي هي جملة أجاب بها الشاعر والأديب اللبناني جورج جرداق على أحد الأسئلة التي وجهتها إليه الست أم كلثوم، والتي كانت سببًا في تخطي شهرته حدود وطنه لتصل إلى جميع أقطار الوطن العربي، وكان ذلك بعد أن سألته الست أم كلثوم: متى سوف أغني من كلماتك يا جورج؟ حيث أجاب هذه ليلتي وحلم حياتي أن تغني من كلماتي كوكب الشرق أم كلثوم فقالت له الست: لكن يا جورج سوف تكون هذه الكلمات مطلعًا للقصيدة التي سوف أنتظرها منك وقريبًا جدًا، وهو الأمر الذي أفرحه كثيرًا. وبالفعل بدأ جورج جرداق مباشرةً في كتابة القصيدة التي طلبتها الست، وعند انتهائه من كتابتها قدمها لها وأعجبت بها كثيرًا، ومن ثم عرضتها على الموسيقار محمد عبدالوهاب ليقوم بتلحينها، وعندما انتهى منها قدمها للست أم كلثوم، حيث غنتها في ديسمبر من عام 1968، وحققت نجاحًا باهرًا، وتعتبر هذه الأغنية هي أول أغنية قدمتها بعد نكسة عام 1967. غناء: أم كلثوم تأليف: الشاعر جورج جرداق ألحان: محمد عبدالوهاب تاريخ الإصدار: 1968 المقام: البيات هذه ليلتي، هذه ليلتي وحلم حياتي. بين ماض من الزمان وآت. الهوى أنت كله والأماني. فاملأ الكأس بالغرام وهات. **** بعد حين يبدل الحب دارا. والعصافير تهجر الأوكار. وديارا كانت قديما ديارا. سترانا، سترانا كما نراها، نراها، نراها قفارا. سوف تلهو بنا الحياة. سوف تلهو بنا الحياة. سوف تلهو بنا الحياة وتسخر. فتعالى، تعالى أحبك الآن، الآن، الآن أكثر **** والمساء الذي تهادى إلينا. ثم أصغى والحب في مقلتينا. لسؤال عن الهوى وجواب، وجواب. وحديث يذوب في شفتينا. قد أطال الوقوف حين دعاني. ليلمّ الأشواق عن أجفاني. فادن مني، فادن مني وخذ إليك حناني. ثم أغمض عينيك حتى تراني