لم ينفع الاستنفار الرسمي في إيقاف التدهور الأمني في مدينة طرابلس اللبنانية، رغم إطلاق يد الجيش لضبط الوضع، وإلقاء القبض على مطلقي النار والمتفلتين، وعاد التوتر إلى المدينة بعد تجدد الاشتباكات فجر أمس، بين جبل محسن وباب التبانة. مما تسبب في مقتل الشيخ السني خالد برادعي. وقال مصدر أمني: إنه على الرغم من المساعي التي يقودها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، من أجل تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة الأمور إلى طبيعتها، إلا أن الوضع الأمني عاد للتفجر من جديد. وكانت الاشتباكات بدأت الاثنين الماضي وأوقعت حتى اليوم 13 قتيلا وأكثر من 100 جريح. وأضاف المصدر أنه تمّ استخدام مختلف أنواع الأسلحة في الاشتباكات، مما أدى إلى إصابة الحركة في المدينة بشلل كامل، وعزوف المواطنين عن الخروج. ولم يسلم الإعلاميون من المواجهات، حيث سقط منهم جريحان هما: مهندس البث المباشر في قناة "سكاي نيوز" حسين نحلة، والصحافية الكندية ماريا مور، وتم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج. وكان الجيش اللبناني قد انتشر في مناطق الاشتباكات، وردت وحداته على مصادر النيران، كما داهمت عددا من المنازل المشتبه في سكانها. من جهته أصدر مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، أوامر قضائية إلى كل من: الشرطة العسكرية، مديرية المخابرات في الجيش، والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، لمعرفة الأشخاص المسلحين في أحداث طرابلس الأخيرة، وكشف هويتهم وملاحقتهم وتوقيفهم، لاسيما الذين يظهرون على شاشات التلفزة.