ضمن جهود الدول العربية لتوحيد الموقف العربي والأفكار والرؤى حول قضايا الأمة والمنطقة العربية، يبدأ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، جولة تستمر 3 أيام، يستهلها بزيارة لمصر مرورًا بالمملكة الأردنية، ثم تركيا. تنسيق عربي وتعد القمة المرتقبة، الإثنين، بين ولي العهد والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي هي الثانية خلال 3 شهور بعد القمة التي جمعتهما في الرياض 8 مارس الماضي. وجرى خلالها استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين وفرص تطويرها في مختلف المجالات، وتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها، بجانب بحث مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك. وتأتي زيارة ولي العهد للأردن بعد نحو شهر من مباحثات هاتفية أجراها مع عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني، تناولت العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين، وآخر المستجدات في المنطقة والعالم. وأكد خلالها عاهل الأردن أهمية إدامة التنسيق والتشاور بين البلدين إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، والحرص على توسيع التعاون الثنائي. وتعد القمة المرتقبة التي تجمع ولي العهد السعودي، والرئيس التركي هي الثانية خلال 6 أسابيع بعد القمة التي جمعتهما خلال زيارة رجب طيب أردوغان لجدة في 29 أبريل الماضي. ونهاية أبريل الماضي زار أردوغان السعودية للمرة الأولى منذ 2017، والتقى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان. وجرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات السعودية التركية، وفرص تطويرها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها. جولة هامة وتكتسب جولة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أهمية خاصة كونها تأتي قبيل أقل من شهر من قمة جدة 16 يوليو المقبل مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتضم قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست، وملك الأردن الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي. كما تكتسب الجولة أهمية من حيث أنها تأتي في توقيت هام للغاية، حيث تشهد المنطقة ظروفًا وتحديات سياسية واقتصادية غير مسبوقة، على خلفية الأزمة الأوكرانية، وما ترتب عليها من تداعيات وتحديات طالت مختلف دول العالم. وقال محللون مصريون إن الهدف من زيارة ولي عهد تأكيد مدى قوة مصر والسعودية وصمودهما في ذلك الصراع والاضطراب العالمي. كما تستهدف الزيارة بحث القضايا الإقليمية والدولية وفي مقدمها الملف النووي الإيراني والجهود المبذولة على صعيد إنهاء الحرب في اليمن، وانعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية على المنطقة وتعزيز العلاقات في شتى المجالات. زيارة ولي العهد لمصر وتأتي زيارة ولي العهد لمصر في توقيت مهم قبل القمة العربية الأمريكية في الرياض منتصف الشهر القادم، مما يعطي الفرصة للتشاور بين البلدين، ويبحث ولي العهد خلال الجولة مع قادة الدول الثلاث عددًا من القضايا الإقليمية والدولية، وسُبل تعزيز العلاقات في شتى المجالات. ويلتقى ولي العهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حيث يبحث الطرفان أطر التعاون المشتركة بين البلدين في مختلف المجالات وعددًا من الملفات والقضايا الداخلية والإقليمية والدولية، خاصة الأزمة الروسية الأوكرانية وتأثيرها على منطقة الشرق الأوسط. وسبق أن عقد الأمير محمد بن سلمان وعبدالفتاح السيسي في العاصمة قمة سعودية مصرية في الرياض مارس الماضي، عقب زيارة قام بها الرئيس السيسي إلى السعودية بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. وفاق على أعلى المستويات وشهدت العلاقات المصرية السعودية خلال السنوات القليلة الماضية وهجًا وتناميًا غير مسبوق على كافة المستويات استمدته من الطابع الودي والأخوي الذي يجمع شعبي البلدين الشقيقين. فضلا عن الروابط القوية التي تجمع بين قادة البلدين على مر العقود والعهود، والتنسيق المستمر حيال الملفات والقضايا التي تهمُّ البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية؛ لدعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وذلك نظرًا للمكانة العالية والموقع الجغرافي الذي يتمتع به البلدان، مما عزَّز من ثقلهما على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية. علاقات ومواقف تاريخية وجمع الدولتين الكثير من مظاهر الود والبر من أبرزها، أول لقاء تاريخي جمع الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، بالملك فاروق ملك مصر عام 1945، ليضعا حجر الأساس لعلاقة قوية وإستراتيجية، تزداد متانة وصلابة عامًا بعد عام، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود والرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية. وفي عام 1955، وقّعت مصر والسعودية اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين، وقد ترأس وفد السعودية آنذاك في توقيعها الملك فيصل بن عبدالعزيز، وأيّدت السعودية في العام نفسه مطالب مصر الوطنية في جلاء القوات البريطانية عن الأراضي المصرية، ووقفت إلى جانبها في الجامعة العربية والأمم المتحدة وجميع المحافل الدولية. وفي عام 1945، وافق الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن على «بروتوكول الإسكندرية»، معلنًا انضمام المملكة العربية السعودية للجامعة العربية، وفي 27 أكتوبر عام 1955م وُقِّعَت اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين، وقد رأس وفد المملكة في توقيعها بالقاهرة الملك فيصل بن عبدالعزيز. مباحثات متوقعة حول العديد من المحاور - التباحث حول المشهد الاقتصادي العالمي وتأثيراته الإقليمية. - تعزيز زيادة الاستثمارات السعودية في مصر. - تأتي الجولة قبل أقل من شهر من قمة جدة بحضور الرئيس الأمريكي. - بحث التحديات السياسية والاقتصادية غير المسبوقة على خلفية الأزمة الأوكرانية. - تعزيز الوحدة بين مصر والسعودية في خضم الأحداث الجارية. - بحث قضايا إقليمية ودولية وفي مقدمتها الملف النووي الإيراني. - الجهود المبذولة على صعيد إنهاء الحرب في اليمن. - انعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية على المنطقة. - تعزيز العلاقات في شتى المجالات بين المملكة ومصر.