بين مؤيد ومعارض، يستمر الجدل حول مصاحبة الآلات الموسيقية الحديثة مثل الأورج والعود للرقصات والفنون الفلكلورية التراثية، فالبعض يرى أنها إضافات مسيئة للتراث، بينما يرى البعض الآخر أنها تطوير يسهم في استمراريته. "الوطن" استطلعت آراء بعض المهتمين خلال إحدى مناسبات الزواج في محافظة رجال ألمع، وكان الملاحظ أن أغلب الاختلافات حول هذه الظاهرة التي أضحت ملازمة للفنون التراثية، لا تدور إلا بين الشباب وخاصة من هم دون الأربعين، بينما كان أغلب المسنين غير مكترثين بما طرأ على هذه الرقصات، بل تفاعلوا وشاركوا على الرغم من هذا "التطوير" الذي لم يعتادوا عليه، دون الالتفات إلى المختلفين. وأكد أحمد بدوي (70 عاما) وهو أحد الحاضرين للمناسبة أنه لا يرى غضاضة في إدخال الآلات الموسيقية مع بعض الفنون الشعبية كال"خطوة"، بينما يعارض دخول هذه الآلات على لون "الدمة"، إلا أنه عاد ليشير إلى أن الموروث في السابق كان أفضل من الآن، مناشدا الشباب بالحفاظ على هذا الموروث، وبالإلمام بكل أنواع الفنون في هذا الموروث. وطالب بدوي بالالتفات إلى بعض الفنون المنسية في رجال ألمع مثل "العرضة" التي ظلت تمارس في رجال ألمع طوال 150 عاما، لكنها نسيت الآن، مطالبا بعودة هذا اللون المهم ضمن الألوان الشعبية في المحافظة. فيما يرى عبده آل طالع أن وجود الآلات الموسيقية ليس ضرورة، لكنه يعتقد أنها جزء من التطوير لهذه الفنون، مبديا ابتهاجه بعودة جيل الجديد من الشباب إلى الاهتمام بهذه الفنون. وقال "هذا من فوائد الموروث، فهو يشغل حيزا كبيرا من وقت الشباب الآن، ويحافظ عليهم من الانزلاقات نحو أمور سيئة. أما فايع آل غصبان (80 عاما) وهو أحد من اشتهروا بقيادة الرقصات في رجال ألمع فلم يبد اكتراثا لهذا الاختلاف بين المؤيدين والمعارضين لوجود هذا الآلات، لكنه أكد أن الفنون الشعبية كانت في السابق أفضل من الآن، مكتفيا بالقول "أنا سعيد لرؤية هؤلاء الشباب يؤدون فنون الموروث". الشابان يحيى وسهل فايع كان لهما رأي مختلفا حول إضافة الآلات الموسيقية الحديثة إلى الموروث، وأكدا رفضهما لهذا التوجه على الرغم من أنهما كانا يمارسان فن الخطوة والدمة على وقع هذه الآلات. فيما يرى علي إبراهيم أن الآلات الموسيقية لا تقدم ولا تؤخر، مؤكدا أنه لا داعي لكل هذه الاختلاف في هذا الأمر الذي وصفه باليسير. أحد المؤيدين (رفض ذكر اسمه) قال "أنا مع دخول الآلات الموسيقية للفنون الشعبية فالموروث الشعبي كائن حي يجب أن يتطور، وإلا فمن يضمن لنا بأن الطبول - وهي آلة أيضا - كانت مسايرة للفن الشعبي منذ الأزمنة الغابرة، ونحن كجيل شباب استقبلنا هذا الموروث ويجب أن نطوره". بينما عارض الإعلامي محمد العاصمي وجود هذه الآلات مع الفن الشعبي خاصة في محافظة رجال ألمع، قائلا "المحافظة غنية بتراثها وفنونها وثقافتها ولا تحتاج إلى الاستعانة بهذه الآلات الموسيقية".