ستكون جماهير الكرة السعودية وعشاقها على موعد مع مواجهة من العيار الثقيل بعد غدٍ، تجمع الشباب بالأهلي في مباراة أخذت منحى جديدا، يمكن تصنيفه على أنه الكلاسيكو الجديد لدوري زين للمحترفين، بعد المنافسة الكبيرة بين الناديين الموسم الماضي على لقب الدوري. وكانت المواجهة قد حظيت بنوع من الإثارة الإعلامية المبكرة، من خلال تصريح ممثل المركز الإعلامي بالشباب، الذي عاد وسحبه ووصف فيه الأهلي بالفريق "التعبان"، وهو مصطلح دارج رغم ما في اللغة العربية من مصطلحات بليغة المعنى. ويبدو أن كلاسيكو الأهلي والشباب سيسير على نهج كلاسيكو الهلال والاتحاد، الذي كان مسيطرا على الدوري في مواسمه الأخيرة، والذي شهد كمّا كبيرا من الإسقاطات، بل تعدى محيط المنافسة داخل الميدان، للتنافس على خطف اللاعبين، وهذا ما حدث أخيرا بين الأهلي والشباب، حيث اتهم الأهلاويون إدارة الشباب بالتفاوض مع لاعب الفريق السابق، البرازيلي مارسيللو كماتشو، قبل أن ينزع شعار الأهلي في الموسم الماضي. ويعد لقاء الوحدة والاتحاد قبل 6 عقود من الآن أول كلاسيكو عرفته الكرة السعودية رغم محدودية إثارته، حيث كان يقتصر على الحاضرين في المدرجات وعلى صنادق "القازوز" التي كانت تقام عليها المنافسات، لتدخل الكرة السعودية بعد سنوات في نفق مواجهات الأهلي والنصر، التي كانت تصاحبها إثارة كبيرة داخل الملعب في ظل الزخم الكبير من النجوم في الفريقين، وتسببت في أول توأمة كروية، حيث اصطف جمهور الهلال مع جمهور الأهلي في المدرجات، ليرددا الأهزوجة الشهيرة "أهلي وهلال واحد"، وذلك ما قاد الاتحاديين للاصطفاف في مدرجات النصر ردا على موقف جماهير الهلال. وفي منتصف التسعينات نجح الأمير محمد العبدالله، في تأسيس فريق مميز يضم في صفوفه خيرة لاعبي المنتخب، وينجح في منافسة الهلال وأخذت مبارياتهما نوعا من الإثارة الإعلامية، بسبب أخطاء بعض الحكام التي ظلت عالقة حتى الآن في أذهان المتابعين والنقاد من أشهرها مباراة كأس المؤسس، ومباراة في دوري 1998، وهدف سيرجيو الشهير. ومن ثم ظهر كلاسيكو الاتحاد والهلال، الذي تجاوزت إثارته أحاديث الملعب، بل كان أبرز خيوط اللعبة فيه رئيس الاتحاد منصور البلوي، ورئيس الهلال الشاب الأمير محمد بن فيصل آنذاك. ولم تخطف جماليات الكلاسيكو الوجه الذي ظل مصاحبا لمباريات الديربي، التي كانت تجمع الأهلي بالاتحاد، والنصر بالهلال والتي توصف في دوري زين بالأربعة الكبار، بسبب الشعبية الكبيرة لهذه الأندية التي تتجاوز حدود مناطقها. ونجحت هذه المنافسات في إلغاء مواجهات الكلاسيكو، بسبب سيطرتها على البطولات مثلما حدث بين الهلال والنصر، ومن ثم الشباب والهلال، ومن ثم الأهلي والاتحاد، حيث جمعتهما كثير من النهائيات في مراحل مختلفة من المنافسات المحلية.