الكثير منا يتخرج من المرحلة الثانوية أو حتى من المرحلة الجامعية، وتجده يتخبّط في أروقة الحياة وضائعا لا يَملك بصيرة جيدة ولا رؤية مسبقة يستند عليها عقله الصغير، كيف يَشقُ سبيله ويَجد طَريقه الصحيح أو حتى يجد ذاته .. عندما أسأل بعضهم على سبيل المثال: ماذا تُريد من هذه الحياة؟، ما هو حُلمك يا فتى؟، ما هو طموحك الذي ترغب في تحقيقه؟ سأجِد الإجابة السحرية التي يتقاذفها شبابنا وبناتنا بكل برود وهي "حقيقة لا أعلم أو ما أدري أو ما فكرت في الموضوع صراحة". جميعنا نُصاب بآفة الخوف من المجهول .. الخوف من المستقبل الذي لا نعلم معالمه، شخصها الكريم استمرت رحلتها ما يقارب السنتين من بعد التخرج وهي تبحث عن ذاتها المتعطشة للمعرفة والبروز في مجال هي ترغب فعلا فيه.. أؤمن حقيقة أن بعض القرارات الشخصية الخاطئة في الحياة وتقديرُنا لبعض الأمور وسماحنا لأشخاص نثِق بهم بإدارة الدّفة وصنع هذه القرارات التي أغلبها لم تكن في محلها.. والعيش تبعا لنتائج هذه القرارات ولديّ خياران وعلي تنفيذ أحدهما وهما: إما أن أتقبّل النتيجة وأتعلّم كيف أتعايش مع سلبيات وإيجابيات هذا القرار أو أن أرمي كل ما حصل وراء ظهري وأدخل معركة شرسة مع نفسي ومع من حولي وأتحدى الصعاب لإثبات وجودي في المجال الذي أريده. ماذا تعني لكم عبارة "البحث عن الذات"؟ هل أتى يوم واشتعلت شرارة في أدمغتكم وبحثتم عن هويتكم وذواتكم الحقيقية .. وهل أنتم راضون عن أنفسكم؟ لطالما رأيت أفلاما وثائقية تتحدث عن رحلة البحث عن الذات وكيف أن الشخص يظل طوال عمره يبحث عن نفسه وذاته وكيف أنه لم يجد السكينة في حياته! • ما زلت أبحث عن ماهية "الأنا" التي بداخلي, مازلت أبحث عن ذاتي المسكونة بعمق داخل أنفاسي, هل الغربة هي علاج لكل (أنا) خرجت من وطنها لتبحث عنها. • قالوا من أنت يا فتاة! قلت: لا أعلم حقيقة كيف أحدد ماهية الأنا التي بداخلي.. لكنني أكاد أقسم أنها ستكون ذات شأن عظيم يوما ما! متى ما كان الحب موجودا في أعماقي وأعماقكم عندها ستزول همومنا وسنبدأ يوما جديدا مليئا بأهداف نَصَبْتُ عينيّ لتحقيقها! انتهزوا الفرص قبل التلاشي! في علم النفس الحديث سنجد أنه يتحدث عن مفهوم الذات وتحقيق الذات وظهرت نظريات ودراسات عديدة تتحدث في هذا الشأن وكيفية التعامل والتعايش والمعالجة. هناك مقولة في علم النفس تقول: "يحاول المرء باستمرار التعرف على ذاته وتحديد معالمها ويكون ذلك بشكل ملحّ في مرحلة المراهقة ويستمر بقية الحياة تبعاً لما يحل عليه وعلى بيئته من تغيير. للبيئة الثقافية للفرد، مع حصيلة خبراته الحياتية أثر كبير في بناء شخصيته، أو بمعنى آخر هويته". خاطرة: (أيامنا تمضي ونحن نمضي والحياة تجري بأروقة مطباتها وعواصفها ونحن كل ما علينا أن نتعلم كيف نمضي؟).