غردت مع بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، أنه وفق فهمي المتواضع أن الديمقراطية عند النظم الشيوعية تعني زورًا حكم الشعب، وفي الغرب بالهيمنة السياسية والاقتصادية ولو بالقوة العسكرية، وكلاهما اعتبرا بقية العالم دولا قاصرة وهما الأوصياء و(حرب #روسيا_اوكرانيا) دليل على ذلك؛ ولعله مؤشر بانتقال مواطن الصراع إلى (#اوروبا)، وأنه أصبح في السياسة كل شيء يقرأ بالمقلوب. وتساءلت: هل يا ترى.. هل حبكها الروس صح؟! أم كان خبث ودهاء الغرب أصح؟! وهل (حرب #روسيا_اوكرانيا)، وكل يتوقع أنها تقود إلى (#الحرب_العالمية_الثالثة)، وأنها قادمة لا محالة، وهل أمريكا وأوروبا شهود زور.. يرون المصلحة أقوى وأهم، ولو احترق العالم، والكل وقوف على أبواب جهنم يصطلي من حولهم ويشعرون بلهيبها، سيما أن أوكرانيا تستباح وتحترق.. والغرب يتوعد على الورق، ومن عقود حروب روسيا عنصرية عقائدية وأمريكا استغلال واستثمار من طرف واحد، حتى رأينا أمريكا تعنف روسيا.. لم تدخلوا بلدًا وخرجتم منه بسهولة، وروسيا ترد على أمريكا.. وأنتم لم تدخلوا بلدًا وتخرجوا منه وهم أحياء، وكأنهما شاطر ومشطور وبينهما عرب، حيث يحلم زعماء أوروبا بالثراء والغلاء، وضمان ذلك بزعزعة العالم العربي الهش، واستعداء حكامهم على شعوبهم، ك(سوريا ولبنان والعراق وليبيا واليمن). يا ترى هل غيروا اتجاه البوصلة أم أنها دورة مصالح؟!. ولله الحمد- تبقى السعودية من بين تلك الأحداث قبلة وقدوة، حتى وهي آمنة مطمئنة بفضل الله ثم حنكة قادتها والتفاف شعبها، حريصة على سلامة المجتمع الدولي، وصون كرامة الإنسان وحقوقه قولا متبوعا بالفعل، استشعارًا بأن استباب الأمن في شتى دول العالم مطلب ملح يصب في صالح الشعوب كافة على مختلف جنسياتها ولغاتها وأديانها. وحينما كان النفط أحد الأسلحة التي استخدمتها دول النزاع والاختلاف، كانت السعودية أرفع من تستغل الأزمة، وناشدت العالم بالحرص على سلامة تدفق النفط من خلال جدولة تحافظ على توازن الأسعار؛ وذلك لما فيه الصالح العام، وهذا ديدنها من سنوات، ترتقي فوق المصالح الوقتية إلى المواقف التي تصب في صالح الإنسانية والشعوب. ودومًا السعودية ذات مواقف جبارة تدّرس وتنتهج، وليست جائحة كورونا منا ببعيد، حيث أذكر أنني ذكرت مع بداية تفشي فيروس كورونا أن البعض كانوا يعيبون على السعودية أنها مع ثوابتها وتطورها تتصف بالدولة الرعوية، وجاءت كورونا لتؤكد سقوط دولهم الرأسمالية والشيوعية والعلمانية، وعادوا جميعهم لكي ينتهجون المنهج السعودي، لكن بعد «خراب مالطا»، حيث تمثل ذلك في الاستعدادات والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها المملكة، ليس كمهمة طارئة، بل نهج دأبت عليه منذ عقود، حيث تتميز السعودية بأنها بلد المواسم، منافذها الجوية والبحرية والبرية مشرعة على مدار الساعة، لذلك جهودها لا تستغرب ولا تتوقف، ولا تكل أو تمل -بفضل الله- ثم حرص القيادة الحكيمة، بل تتطور وتتجدد وتمتد إلى خارج الحدود حتى أصبحت قدوة في علم وفن إدارة الحشود. وحينما كانت جائحة فيروس كورونا مسرحًا لانتفاض كل دول العالم، كانت السعودية يفد إليها يوميًا عشرات الآلاف من العاملين والزوار والمعتمرين والسياح، وتكون الذروة في موسم الحج، وأيضا هنالك عشرات الآلاف من الطلاب السعوديين المبتعثين في تلك الدول، كان ذلك يتطلب احترازات مشددة، وقد تكون أحيانا قاسية، لكن ليست أقصى من تبعات كورونا الفتاكة، سيما أنه كما أسلفت منافذها مفتوحة لكل أولئك، مما سيسهم في انتقال الفيروس، وهذا ما حدث، وشاهدنا على الأرض جهود الدولة مشكورة، ليكون الانتشار في أضيق الحدود، وكان ذلك بفضل الله، ولم تعطل الدراسة في جميع المراحل، ولم تعطل شعيرة الحج الركن الخامس من أركان الإسلام، وشمل الاهتمام كل من على الثرى السعودية، حتى أولئك المخالفين لنظام الإقامة. لذلك فهذه السعودية في أقل من ثلاثة أعوام تجتاح العالم جائحة كورونا، والتي أصابت تقريبا نصف مليار شخص، وأودت بحياة أكثر من 6.5 ملايين، ويكون لجهودها -بعد توفيق الله- فضل كبير في التقليل من الإصابات والضحايا ثم مساعدة الكثير من دول العالم، ثم هذه الحرب الروسية الأوكرانية، التي لا سمح تقترب من حرب عالمية ثالثة. والسعودية تثبت بمواقفها أنها دولة حكيمة وقيادة رشيدة وشعب متفان ودود، تحول أن تجنب شعبها تبعات تلك الأحداث، وما يتبعها حتى ولو عن بعد خسائر مالية من خلال رفع الأسعار وقلة الموارد، ومع ذلك لا تنسى دورها العالمي في السعي للحفاظ على أسعار البترول حتى لا تتضرر شعوب كثير من الدول من تبعات تلك الحرب، التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل. ومحليا مطلوب من القطاع الخاص أن يشارك الدولة في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها كل دول العالم، وأن يكون دورهم مساندة بعيدا عن كنز المخزون، عشما في رفع الأسعار وجني الأرباح على حساب المستهلكين.. حفظ الله بلادنا وقادتنا وشعبنا من كل مكروه.. هذا وبالله التوفيق.