حضرت قبل أيام دورة تدريبية عن الإسعافات الأولية، تضمنت موضوع كيفية إنقاذ شخص يغرق.. بصراحة لم أكن أعلم أن هناك ثلاثة أنواع من الغرق، يختلف كل نوع عن الآخر في خطورته، نعلم جميعا أن الغرق الطبيعي (الكامل) هو الذي يختنق فيه الشخص بالماء في الوقت الذي تمتلئ فيه الرئتان تماما بالماء، ولا يستطيع التنفس، وتظهر الأعراض في الوقت ذاته، لذلك يمكننا تقديم الإسعافات الأولية بشكل مباشر قدر المستطاع. لكن بالنسبة للنوعين الآخرين فهما الأخطر لأن أعراض الاختناق تظهر بعد فترة من السباحة.. كلاهما يؤديان إلى مضاعفات، وكلاهما يحدث عندما يستنشق الشخص كمية من الماء أثناء السباحة تسبب ضررا في الجهاز التنفسي بمدة. إحداها تسمى بالغرق الجاف، وهي أن البلعوم ينقبض كردة فعل دفاعي عند دخول كمية من الماء إلى مجرى الهواء، ومع استمرار هذه العملية تبدأ عضلات البلعوم بالتشنج، مما يؤدي لانسداد في مجرى الهواء، وتظهر الأعراض مع عدم وجود مياه بالرئتين بعد ساعات من السباحة، وعند الجلوس فترة طويلة في المسبح أو البحر. أما النوع الثالث فيدعى بالغرق الثانوي؛ وهو أخطرها لأن الشخص يعيش حياة طبيعية بعد السباحة، يعتقد أنه بخير، ولكن تظهر أعراض الاختناق بعد أيام، حيث إن المياه تدخل للرئتين بكميات قليلة أثناء السباحة بشكل مستمر وتستقر بها، تدعى هذه الحالة طبيا ب(الوذمة الرئوية)، فلا تستطيع الرئتان إعطاء الأكسجين الكافي للجسم كحالات الاختناق. أعراض الاختناق هي سعال مستمر بسبب هيجان الرئتين يؤدي إلى صعوبة بالتنفس، التشتت والخمول وكثرة النوم بسبب نقص الأكسجين بالدماغ وظهور ازرقاق بالشفاه بسبب نقص الأكسجين بالدم، وكلما طالت فترة عدم قدرة الشخص على التنفس، زادت خطورة حالته، وزادت مخاطر الوفاة. ويمكن الوقاية من مخاطر الغرق باختيار المسبح المناسب للعمر، والتوقف عن السباحة عند الشعور بالقيء أو عند الشعور بصعوبة التنفس أو عند السعال المستمر أثناء الوجود داخل المسبح (ظهور أي من علامات الغرق)، وعدم السباحة في الأماكن العميقة إذا لم يكن الشخص متمرنا، والحرص على وجود حقيبة الإسعافات الأولية في أماكن السباحة.. وفي الوقاية السلامة.