الثقافة ليست كم كتابًا قرأت، وهي غير مرتبطة بعدد المعلومات التي تمتلكها، أحيانًا تمتلك المعلومة ولكن دون فهم ووعي بقيمتها، وفي أي مكان أو زمان يتم استخدامها، في وقتنا الحالي، وبوجود وسائل التواصل الاجتماعي وجوجل أصبحت المعلومة سهل الوصول لها، ولأجل سهولتها قل حفظها والتركيز فيها. كثر الذين يشرحونها ويتناقلونها على حسب أهوائهم مستنسخينها من مصدرها والمقصودة له. الثقافة ليست ناقدًا أو إعلاميًا أو باحثا متخصصا في مجال معين أو كاتب أو... أو.. أو. المسألة أكبر بكثير مما نقول، أحيانا رجل بدوي يسوق أبله بعصاته، ويجوب الصحراء من مكان إلى مكان، قليل الاجتماع بالبشر، جل يومه يتعامل مع الحيوانات، أو رجل فلاح في مزرعته، يرمي بذوره ويرويها وينتظر حصادها كل يومه، يتناقل شجرة وأخرى، ويتعامل جل يومه مع النباتات، يتكلمون أفضل الكلام وأكثره إيجازا، صفاء فكرهم يجعلهم يعرفون مبدأ المعرفة وكيف تكتسب المعلومة ومتى وأين تكون. وبالمقابل يأتينا من كرس عمره خلف الكتب التي لا تمت لواقعنا الثقافي والاجتماعي بصلة، باحثا عن تطبيقها بمجتمعنا. يجب على البعض ممن أتعب نفسه بتقليب أوراق الكتب الأجنبية خصوصا الفكرية منها، أن يعي بأن ليس كل شيء طبق في مكان ومجتمع، يكون مناسبا لمجتمع ومكان آخر. للمجتمعات خصوصية تنبذ الأفكار الدخيلة عليها حتى وإن كان بعضها جيدا، فما بالك لو كانت الثقافة التي تريد أن تجلبها تنتقص من أفضل القيم والأخلاق في مجتمعنا. بالنهاية يجب أن تعلم أن (المتأثر لا يؤثر) وأن سُلِّط الضوء عليك، لا يعني أنك أثرت بالمجتمع.