قضيتنا الجديدة تلوح آفاقها في مطلع الأسبوعين القادمين، عودة الدراسة حضورياً لطلاب المرحلة الابتدائية، ورياض الأطفال ليس كأي مرحلة عادية مرت من قبل، إنها فترة ما بعد الانقطاع لقرابة العامين، مرحلة التخلي عن البقاء لساعات طويلة أمام الأجهزة المحمولة، ويمكننا وصفها بحالة من الركود في الأداء مع ميل إلى التراجع في المهارات المكتسبة. التحديات التي واجهت الطلاب والطاقم التعليمي كاملا في ظل جائحة كورونا جبارة، فكان العمل الدؤوب والمستمر على إيجاد العديد من الإستراتيجيات الحديثة وغير التقليدية، والتي من شأنها أن تضمن جودة تفعيل منظومة التعليم عن بعد، والتي ربما قد تستمر كنظام تعليمي وتدريبي موازٍ للنظام التعليمي التقليدي في ظل هذه الظروف. عودة طلابنا الصغار الآن قد نواجهها بتحديات جديدة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، ويؤكد الجميع على تسميتها بمرحلة التهيئة، يجب أن نتفق على مفهوم (التهيئة) كبداية، وهي مرحلة التجهيز، مرحلة تسبق مرحلة التلقّي والقبول، وهو الاستعداد ذهنيًّا ونفسيًّا وجسديًّا، وإخراجهم من حالة التشتت والتعود على نمط معين إلى مرحلة الإعداد، ليكونوا مستعدين للتفاعل في المرحلة الجديدة. نصائح في مرحلة التهيئة: 1- القضاء على السهر وتعديل الساعة البيولوجية للطفل والاستيقاظ المبكر بالتدريج بفترة لا تقل عن أسبوعين قبل بدء الدراسة، وعلى الوالدين أن يكونا نموذجاً يحتذى به في هذا الجانب، فلا يعقل أن يطلب من الأبناء النوم مبكراً، بينما يبقى البيت يعج بالنشاط والسهر. 2- أهمية إشراك الأبناء أنفسهم في اختيارات جميع متطلبات المدرسة وما يحتاجونه من ملابس وأدوات وتجهيزات مكتبية ودراسية، وأن نجعل لهم حرية الاختيار والقرار ليجدوا المتعة والثقة. 3- استعداد الوالدين وتقبل مرحلة الخوف التي سوف يمر بها الطفل لدخوله إلى عالم جديد لم يألفه من قبل، ويرى فيه وجوهاً جديدة من معلميه وزملائه، لم يتمرن من قبل على كيفية التعامل نفسياً وذهنياً واجتماعياً معهم. 4- تَقَبُّل المعلمين والطاقم الإداري لبعض المشكلات التي سوف يواجهونها، والابتعاد قدر المستطاع عن أسلوب التعامل الجاف وإظهار التوتر وخاصة في الأيام الأولى، بسبب كثرة الأعباء والمسؤوليات المترتبة عليهم، لأن هذا سوف ينعكس على نفسية الطلاب سلباً، ويؤخذ الانطباع غير المحبب عن المدرسة. 5- إشراك كل من الوالدين في هذه المهمة ضرورياً جداً، ولا يرمى كل الحمل على أحد الوالدين دون الآخر (تقاسم الأدوار) ومساعدة كل طرف الآخر في مرحلة التهيئة لها الأثر الإيجابي الكبير على الطالب. 6- الحوار مهم جداً، واستخدام لغة الحديث البسيطة مع الأطفال وإعطاء الصورة الجميلة عن المدرسة وعن أصدقاء المدرسة لبناء وتعزيز هذه الفكرة. 7- عدم ضغط الوالدين بتاتاً على الأطفال في هذه المرحلة وتقبل مرحلة التراجع الدراسي وعدم التكيف خاصة مع نقص ساعات النوم، ويمكن للطالب تعويض النقص المفاجئ في ساعات النوم فور العودة من المدرسة، حيث نقص ساعات النوم الذي يؤثر بشكل كبير على مزاج الطفل. 8- تفهم المعلم لتغير مستوى الطالب في الدراسة الحضورية عن الدراسة عن بعد مهم جداً، وعدم إظهار هذا الفارق له ومراعاة الأسباب، فمستوى الطالب الدراسي قد يتغير وذلك لعدة عوامل، منها وجود الوالدين لمساعدة الابن في المشاركة والواجبات، وكذلك حس الأمن النفسي لدى الطفل قد يختلف في الفصل الدراسي عنه بالمنزل.