أكد عدد من الاستشاريين التربويين والنفسيين أن 44% من الطلبة يخشون عدم الاندماج والتعود على الجو الدراسي الجديد، وأن 35% من الطلاب الأطفال يعانون من قلق الانفصال عن والديهم، أما الطلاب الكبار فبعد انقطاع دراسي دام أربعة أشهر، يجدون صعوبة في تقبل الأجواء الدراسية، مما يسبب لهم حالات من الاكتئاب النفسي والإحساس بالغربة. غربة واكتئاب قال الاستشاري النفسي هاني الغامدي ل"الوطن" إنه يصاحب الطلاب نوع من الإحساس بالغربة والاكتئاب، نتيجة الانتقال من مرحلة لمرحلة جديدة، وخصوصا بعد انقطاع لمدة طويلة عن أجواء العمل الجاد وأداء الواجبات بشكل مستمر، موضحا أن هذه الحالة النفسية تعد طبيعة بشرية، ففي حال قام الشخص بالعيش بعيدا عن القانون الملزم للعمل اليومي، يجد صعوبة في العودة له، لذلك يعد الأسبوع الأول من العام الدراسي من الأسابيع المهمة جدا بين الطلاب والمعلمين، إذ يجب استغلاله في تهيئة الطلاب والطالبات على التواؤم النفسي والمشاركة، والاستعدادات التامة للدخول في الجو الدراسي دون التطرق للمناهج الدراسية بشكل مباشر. ودعا الغامدي المدارس والجامعات إلى تخصيص الأسبوع الأول لعمل نشاطات تعارفية للطلاب الكبار، وحصص ترفيهية للصغار أو الطلاب الجدد في المراحل الابتدائية. وأكد أنه يجب على المعلم أو المعلمة ابتكار منهج سلوكي يساعد الطالب على الاندماج والمشاركة، مضيفا أن هناك مطالبات مستمرة كل عام باستغلال العطلة الصيفية في عمل ورش عمل، تساعد الطالب أو الطالبة في مهارات الاتصال والسلوك الاجتماعي في مكان الدراسة. التهيئة قبل الدراسة أضاف الأخصائي النفسي إبراهيم الجوير، أن الاستعداد للعام الدراسي الجديد لا يقتصر على شراء المستلزمات المدرسية والأمور المادية وحسب، بل يشمل الاستعداد الذهني والنفسي، إذ تلعب العائلة دورا مهما في تهيئة الأبناء للدخول في أجواء الدراسة، وخصوصا الأطفال من خلال بث روح العمل الجاد فيهم، وتكليفهم بمهام جادة لتعوديهم على الروتين والالتزام والإقلال من مشاهدة التلفاز والألعاب الإلكترونية قبل الدخول للمدرسة بوقت كاف. وأشار إلى أنه بالنسبة للطلاب الكبار فيجب حثهم على نشاطات حرة خلال موسم الصيف من خلال الالتحاق بالأنشطة الثقافية مثل القراءة والدورات التدريبية المفيدة، مؤكدا أن تنظيم أوقات النوم قبل بدء العام الدراسي يعد من أهم العوامل المؤهلة للاعتياد على القوانين والالتزام الدراسي. وقال الجوير إن السهر لمدة طويلة خلال العطلة الصيفية دون عمل جاد، يؤثر على نفسية الطالب في عدم تقبل الدراسة، مما قد يؤثر على مستواه في بداية العام.