لم تكن أناقة الشيخ صالح اللحيدان نابعة من رشاقته وقوامه الممشوق، فليس كل رشيقٍ أنيقا، بل هي أيضا من ملابسه المتقنة الخِياط والقماش الجميل، ومن مشلحه المطرز بالزري الفاخر، ومن غترته المنتصبة باعتدالٍ بين الذبول والانتشاء!. وإذ لم تكن هذه القيافة معهودة بين المشايخ والدعاة، فقد كانت سمة «لُحيدانية» بارزة وجاذبة لكثيرين مثلي طيلة سنين. لكن لم تكن أناقة الشيخ اللحيدان مقصورة على مظهره الخارجي، بل كان أنيقا في حديثه مع الناس، أنيقا في دروسه وفتاواه، أنيقا في نبرة صوته، حتى وهو يعظ غاضبا. كان أنيقا في علاقته بولاة الأمر، وكان أنيقا في تعامله مع طلبة العلم، فلا هو بالمرتخي ولا بالحاد. وكان أنيقا في موقفه من بعض الأحداث الجسام، فلم يكن محرّضا ولم يكن مهيّجا، بل كان يمسك العصا من طرفيها، لا من منتصفها!. بوفاة الشيخ صالح اللحيدان نكاد نطوي صفحة من تاريخ المشيخة «الكلاسيكية» الرصينة في السعودية والخليج. رحمه الله رحمة واسعة.