ينبغي بداية أن ننطلق من تعريف الشذوذ أو المثلية الجنسية، على أنها «الانجذاب العاطفي من قبل شخص لشخص آخر من نفس الجنس، أي الذكر للذكر والأنثى للأنثى» ،ويمكن أن يتطور هذا التوجه إلى علاقات جنسية كاملة، ولها صفة الاستمرارية، وهي ظاهرة قديمة في المجتمعات الإنسانية، ومحرمة دينياً ومجرمة من الناحية العرفية والقانونية، لمعارضتها الطبيعة البشرية، وقد تناولها العلم الحديث بالدراسات والأبحاث المتباينة، والتي أشارت إلى أنها غريزة طبيعية أو مرض «نفسي - اجتماعي أو نفسي - عضوي»، أو أنها اختيار فردي عقلاني، وهذا القول الأخير هو السائد في الغرب وبحجة حقوق الإنسان. لقد بدأت التحركات في أوروبا من أجل الاعتراف القانوني بالمثليين جنسياً، في أواخر القرن التاسع عشر، حتى وصلت الأمور للزواج، وبناء عائلات مثلية «الأطفال بالتبني»،بل إنه تم الاستمرار في ترسيخ المثلية وتشجيعها، من خلال وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وما يعرض عنها في الأفلام والمسلسلات الغربية، كما تم دعم توظيف المثليين، كقيادات في بعض المنظمات والشركات العالمية الكبرى. وقد قامت بعض الدول الغربية بتعديلات في قوانينها، للسماح بممارسة العلاقات الجنسية المثلية، التي تقوم بين الرجل والرجل أو المرأة والمرأة، ولا تعتبرها شذوذا أو فعلاً إجرامياً، ما دامت تقوم بين طرفين بالغين، ومتفقين على ممارسة هذا الفعل، لتتوالى بعد ذلك الاجتماعات العلنية لحركة المثليين في كثير من دول العالم، وفي المقابل قامت عدة مجتمعات سواء غربية أو شرقية، بالمحافظة على بنائها الاجتماعي من هذه الفوضى، وبحماية منظومتها الدينية والاجتماعية، بنشر طرق التربية والتنشئة الصحيحة، في محيط الأسرة والمدرسة وباقي مؤسساتها، من هذا التوجه اللامنطقي وممارساته المشينة، بشقيه الفكري والسلوكي، فهذه المجتمعات تعتبر ذلك من الخطوط الحمراء والمحظور مناقشتها. وأخيراً يمكن القول باختصار، إن المثلية آثمة، ومحّرمة، ومجّرمة، ومقرفة.