لم يجد مواطن حلا أمامه غير إعطاء ابنته حقنة مناعة ضد السرطان في مستشفى بنجران، وذلك بعد أن تخوفت ممرضات سعوديات وأجنبيات من حقن الفتاة ورفضن ذلك. وبدأت القصة عندما راجع المواطن مستشفى الولادة والأطفال مساء أول من أمس وهو يحمل ابنته المصابة بالسرطان في عينها اليمنى، وقد صرفت لها حقنة مناعة من قبل مركز الملك فهد لأورام الأطفال، وبعد أن ظل يراجع مستشفى الأطفال من الثالثة عصرا حتى الواحدة صباحا أملا في قيام أي ممرضة بإعطاء ابنته الحقنة وهو الأمر الذي تخوفت منه الممرضات السعوديات والأجنبيات فتولى المواطن المهمة بنفسه وسط ذهول كل من شاهده. وفي التفاصيل التي يرويها المواطن ناصر راشد الشرمان أنه لاحظ منذ ولادة طفلته هاجر وجود تورم في عينها اليمنى، وذهب بها إلى مستشفى الملك خالد بنجران وبعد الفحص والتشخيص اتضح أنه يوجد عندها بروز في شبكية العين وبعد ذلك حولت إلى مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون في الرياض وتم فحصها، وثبت أنها تعاني من سرطان خبيث بشبكية العين اليمنى وقد مشى في عصب العين أربعة ملم وعندها قرر الأطباء استئصال العين وتم استئصالها وبالتالي تحويلها لمركز الملك فهد لأورام الأطفال التابع لمستشفى الملك فيصل التخصصي، حيث نومت 13 يوما. وقرر الأطباء هناك إخضاعها لمدة 6 أشهر للعلاج الكيميائي بواقع جلسة كل شهر وبعد جلسات العلاج الكيماوي تعطى حقن مناعة تساعد الطفلة على تقوية مناعتها ضد المرض. وأكد أنه أعطي ورقة من الطبيب المعالج تشرح كيفية إعطاء الحقنة بحيث يسهل إعطاؤها من قبل أي مركز رعاية صحية بنجران. وأضاف: ذهبت أنا وزوجتي وطفلتي إلى مستشفى الولادة والأطفال ومن الساعة 3.30 وحتى الساعة الخامسة من عصر أول من أمس وهم يرفضون أن يحقنوا الفتاة رغم أني أعطيتهم وصفة وطريقة منح الحقنة. وبعد أن تجاوب الطبيب وأمر الممرضات بمنح هاجر الحقنة الضرورية للمناعة من مرضها الخبيث، امتنع جميع الممرضات وفي الأخير قال لنا أحد الأطباء بأن نذهب لمركز الرعاية الصحية بالفيصلية لأنه مناوب يومي الخميس والجمعة وذهبت أنا وزوجتي والطفلة الساعة التاسعة والنصف ليلا لذلك المركز ووجدناه مغلقا وذهبنا لمستوصف حي الضباط ووجدناه مغلقا ومستوصف حي الضيافة لا يناوب في الخميس والجمعة، بالرغم أن مستوصف حي الضيافة أعطى الطفلة جرعة أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء الماضية. وبقينا من الساعة العاشرة والربع مساء في مستشفى الولادة حتى الواحدة من صباح أمس الجمعة نحاول إقناع الممرضات إعطاء الطفلة الحقنة لكن جميعهن رفضن ذلك مما أجبرني على تولي المهمة ومنح الطفلة الحقنة في ذراعها وسط ذهولهن حتى إن جميع الكادر الطبي هربوا من الغرفة التي قمت فيها بإعطاء ابنتي الحقنة لعدم رؤية ما أقوم به. "الوطن" بدورها اتصلت على مدير عام الشؤون الصحية في نجران صالح المؤنس الذي تجاوب مباشرة مع شكوى المواطن وطلب رقم هاتفه الجوال، ليقوم المدير المناوب بالمستشفى بالاتصال عليه. وقال المؤنس: أنا أرحب بالمواطن في مكتبي في أي وقت، وقد وجهت إدارة المستشفى بالاتصال عليه والاستماع لشكواه ومن ثم التحقيق في الواقعة لمحاسبة من يثبت تقصيره من قبل أي طبيب أو ممرضة بالإضافة إلى معرفة أسباب عزوف الممرضات عن منح طفلته هاجر الحقنة منعا لعدم تكرار ذلك، مؤكدا أن واجب الجميع خدمة المرضى في أي زمان ومكان.