اعترف الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت صراحة بالدعم الذي تقدمه حكومته للمتمردين الذين يقاتلون الجيش السوداني بولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وتقدم بخطاب اعتذار رسمي للرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن إنكاره دعم بلاده للمتمردين. وكشفت صحيفة "مكلاتشاي" الأميركية أن الإدارة الأميركية طالبت جوبا أكثر من مرة بوقف دعم المجموعات السودانية المتمردة، خشية أن يؤدي ذلك إلى حرب شاملة بين البلدين، وتأثر الإقليم بأكمله بعدم الاستقرار. وذكرت الصحيفة أن أوباما أثار هذه المسألة مرتين مع سلفاكير شخصياً، وفي كل مرة كان سلفاكير ينفي، مما أغضب البيت الأبيض، باعتبار أن واشنطن لعبت دوراً بارزاً في استفتاء الجنوب ومن ثم الانفصال، كما أن الاستخبارات الأميركية لديها معلومات مؤكدة بدعم جوبا لقطاع الشمال. بيد أن الرئيس الجنوبي، وبعد المحادثة الهاتفية التي أنكر فيها تماماً دعم المتمردين، كتب خطاب اعتذار لأوباما، أكد فيه علمه التام بدعم الجيش الشعبي للمتمردين. وذكرت الصحيفة أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون كررت من جانبها في زيارتها الأخيرة لجوبا، الطلب بوقف دعم المتمردين، وأن سلفاكير أكد لها أنه كان يسعى لمساعدة الخرطوم في التعامل مع قطاع الشمال في النيل الأزرق وجنوب كردفان، لعلمه بأهمية الاستقرار والسلام مع دولة جارة له. وعلى صعيد المفاوضات بين الدولتين بالعاصمة الإثيوبية أكد المتحدث باسم الخارجية السودانية العبيد مروح أن جولة المفاوضات المقبلة ستستأنف يوم 28 الجاري، مؤكداً أن اتفاق النفط سيتم التوقيع عليه خلال الأيام المقبلة. واستدرك بأن تنفيذه يتوقف على الملفات الأمنية التي تمثِّل أولوية الحكومة التفاوضية وفقاً للاستراتيجية الجديدة. وأكد أن الاتفاق الجديد لن يدخل حيز التنفيذ إلا بعد التوصل إلى اتفاق بخصوص أمن الحدود. وأضاف أن الأمن يحتل موقع الأولوية لدى الحكومة السودانية.