أكد أستاذ الأدب في جامعة الملك عبد العزيز الدكتور حسن النعمي أن لكل من العلم والأدب حقائقه التي تحكم العلاقة بينهما، إلى جانب جسورٍ ممتدة قد تخلق حالة اندماج تلقائيّ، مشيراً خلال الجلسة الحوارية التي كانت ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب وتحت عنوان "علم وأدب" بأن الشواهد في هذا الإطار لا يمكن حصرها، مستدركاً في الوقت ذاته وجود حالة من التباين، تفسّرها موضوعية العلم، القائم على التجربة والبرهان، في مقابل عاطفية الأدب ومشاعره الإنسانية، وسعيه إلى تخليد الأفكار عبر الجماليات التي تميّز الأدب. وأضاف أنه في المجمل يمكن للعلم أن يغوص في أعماق الأدب، وهو ما قد يفتقده الأدب، فالكثير من العلماء خاضوا غمار الحقول الأدبية، ولكن لم نسمع يوماً بأديب بات عالماً. وقال النعمي : "الزمن له علاقة وطيدة بالعلم والأدب؛ فالعلم لا يرجع إلى الوراء، فهو مستقبليّ الوجهة، بينما يمكن للأدب أن يتقمص مختلف الأزمنة، فهو (ثلاثي الأبعاد)، يحضر في الماضي والحاضر والمستقبل، وتعتبر الرواية والقصة دليلاً على ذلك". من جهته أوضح الدكتور شكري مبخوت أنّ التفاعل بين العلم والأدب يعدّ حديث العهد، سواءً أكان ذلك في الشرق أم في الغرب، مؤكداً أن العلم مفهوم يتضمن بين ثناياه الأدب. وقال: "إن إشكالية العلم والأدب من وجهة نظري كرّستها المناهج التعليمية، عبر الحديث عن توجهٍ علميّ وآخر أدبيّ، وإنّ العلاقة بين العلم والأدب "أحادية"، مسارها من العلم نحو الأدب، على الرغم من بروز انتاج أدبيّ تحت مسمى "الخيال العلمي"، ومع ذلك فلا يوجد تقسيمٌ مطلق للعلاقة بينهما، فالعقل المنتج للعلم هو ذات العقل المنتج للأدب".