يتكرر المشهد من كل عام وفي شهر رمضان الكريم عندما يتسابق الصائمون في نجران لشراء خبز اللحوح لطيب طعمه وسهولة الحصول عليه من بائعات الخبز اللاتي يوجدن في سوق الخضار بحي البلد القديم. وأشار الكثير من المستهلكين إلى أن خبز اللحوح لم يكن يعرف في المنطقة من قبل ولكنه مشتهر في بلاد اليمن وبعض المناطق الجنوبية في المملكة حتى أصبح صنفا أساسيا يميز السفرة الرمضانية. وفي حديث ل "الوطن" تقول أم محمد إنها تمارس بيع الخبز منذ عدة سنوات وتقوم بصنع اللحوح الذي يتكون من دقيق مخلوط بالذرة ولبن وملح وخميرة تعجن لتكون مزيجا متماسكا ثم تخبز وتقدم للأكل. وأشارت إلى أن المقادير وموازنتها تبقى سرا لكل صانعة؛ فكل امرأة يختلف خبزها عن الأخرى بسبب الممارسة والخبرة وطريقة الإعداد. وأكدت بائعة أخرى أن هناك فائدة كبيرة من بيع خبز اللحوح لا أحد ينكرها؛ فسعر الخبزة الواحدة يصل إلى 4 ريالات وبعضهن يبعن بأقل حسب جودة الخبز ومن تصنع الخبز؛ فهناك نساء معروفات على مستوى المنطقة ويشهد لهن الجميع بالنظافة ولذة الخبز، وأشارت إلى أن العائد من البيع يوازي المشتريات وهامش الربح لكي نفي بمتطلبات أسرنا. وقالت أم أحمد أنا أبيع الخبز من منزلي ولا أذهب للسوق وزبائني كثير في هذا الشهر الكريم فهم يأتون من كل مكان في نجران حتى أنني لا أستطيع أن أفي بكل الطلبات، وفي باقي الشهور يكون الطلب قليلا جدا وله زبائن محدودون، وبينت أنها تبيع الحلبة والخبز البر وتعمل وجبات جاهزة لمن يرغب وأكلات شعبية متنوعة بين الآكلات اليمنية والجنوبية. وأشار فهد علي إلى أنه زبون دائم لشراء اللحوح حتى في غير رمضان، وذلك لما يميزه من طعم لذيذ خصوصا عندما يؤكل مع الحلبة أو يرش باللبن وهو خفيف على المعدة ومفيد في نفس الوقت لأن مكوناته الغذائية صحية ومفيدة، وأكد أنهم يوجدون في موقع البائعات من بعد صلاة العصر لحجز الخبز وفي أحيان كثيرة ينفد ولا نجد شيئا.