رفض الفنان السعودي إبراهيم جبر اتهام البعض له بالإفلاس فنيًا، وأنه لم يعد لديه ما يقدمه للساحة الفنية، مؤكدًا أن غياب الفنان الحقيقي ذي الخبرة لا يعني إفلاسه فنيًا بقدر ما يعني أنه يحترم فنه ويرفض أعمالًا أقل من مستواه، ولا تحقق المستوى الذي يناسبه، بدليل رفضه دعوة المشاركة بالمسلسل السعودي الأشهر في وقته «طاش ما طاش». وإبراهيم جبر قامة فنية سعودية لا يختلف عليها اثنان، وكان من أبرز الشخصيات الفنية إن لم تكن أبرزها «زمن الطيبين» وتحديدًا في الثمانينات من خلال عملين شارك بهما وهما «خزنة» و«حامض حلو». وخلاف كثيرين، يرى الجبر أن عدد المشاهدات أو عدد المتابعين لأي فنان عبر قنوات التواصل ليس مقياسًا لنجاحه، وقال «قوة أعمالي تشفع لي بالمطالبة بمقابل مادي قد يراه البعض عاليًا، ولكن اسمي وقوة أعمالي تشفعان لي، ومشكلتي أنني سبقت زمني، لأني صنعت نفسي في وقت لم يكن لدي دعم ولم يكن هناك اهتمام بالفن مقارنة بالفترة الحالية». وأردف «حتى الآن لا يوجد من يدعم الفن الحقيقي ولا الفنانين المحترمين، كحال من توفي من الأدباء ولم تعرف قيمتهم إلا بعد عشرات السنين من وفاتهم»!. الفن في العروق يؤكد الجبر «ما زال الفن يسري في عروقي، ولمن يبحث عني لدي حسابات بمواقع التواصل الاجتماعي لعمل اسكتشات، لحين ظهوري مجددًا على الشاشة، وطموحي ككاتب إيجاد جهة لإنتاج عمل باسم «بيت من سعف» نظرًا لأنه يؤرخ مرحلة مهمة في المملكة؛ وتحديدًا بداية الطفرة ويسرد الحياة الاجتماعية آنذاك، وهو عمل «ثقيل» ويستدعي شخصيات قوية، وهو من 30 حلقة، ويحاكي نهاية الستينات وبداية السبعينات الميلادية، وأحداثه في الدمام والأحساء والشرقية بشكل عام، وهو أقرب إلى مسلسل «العاصوف» مع اختلاف المناطق». ويضيف «أعكف كذلك على كتابة مسلسل «عبود فزعه» بمشاركة أحمد الغرير، وهو عمل فكاهي». هروب المنتجين يوضح الجبر أن الحديث عن اختفائه الفني هو حديث يلوكه بعض المنتجين ويحاولون تسويقه، ويقول «هذا هروب منهم من التعامل معي أو مع بعض الفنانين ذوي الخبرة لعدة أسباب، منها ما نطالب به مقابل العمل وهو في مقياسنا معقول ومنطقي مقارنة بقيمتنا الفنية وحجم انتشارنا، إضافة الى الاستفسارات التي نطرحها حول النص وما نقترحه لمصلحة العمل، كما أن الفنان بنهاية المطاف إنسان ومن البديهي أن يغير ويتغير، بدليل أنني رفضت أعمالًا كثيرة تجنبًا لتكرار نفسي». وتابع «اعطني نصًا ومخرجًا فيهما إبداع وجهة إنتاجية جريئة ووقتها تشوف الإبداع صح». واستشهد «الدراما نتاج ثقافي ورسالة، وللأسف البعض يعتقد أنها سهلة وأشبه ب«سلق البيض». رسالة عتب يمكن أن يقال للكثير من قنواتنا الفضائية المحلية التي تدعم فنانين غير سعوديين في الوقت الذي لا يقل فنانو المملكة عنهم نجومية وقدرة. نهاية مرحلة بكثير من الجزم يشير الجبر إلى أنه «يفترض أن جمعية الثقافة والفنون انتهت مرحلتها منذ 20 عامًا، وكان من المفترض إلغاؤها قبل خمس سنوات لأنها أدت دورها وليس لديها جديد لتقدمه، ولكن البعض من المسؤولين المعنيين وغيرهم رفضوا فكرة إلغائها بحجة أنها تاريخ ويجب أن يستمر، وفي رأيي أن مستواها صفر من عشرة». وأضاف «أما جمعية المسرحيين السعوديين للأسف فهي الأخرى تغط في سبات عميق، وأعتقد أن المصالح الشخصية داخل أروقتها أفسدت المصالح العامة وغلبتها، وكنا متفائلين حين انعقدت قبل فترة اجتماعات وانتخاب لرئيسها ولكن بعدها تشتت الجميع، وأتمنى عمل غربلة بالإدارة الحالية حتى تصبح نموذجية». واستذكر جبر أسماء كان لها دور بخدمة الفن خاصة المسرح، من ضمنها الأمير عبدالعزيز بن عياف الذي دعم عددًا من المسرحيات وعمل للمسرح السعودي ما عجزت عنه جمعية المسرحيين السعوديين طيلة 30 سنة. وقال «كانت لي تجربة غير ناجحة مع أمانة المنطقة الشرقية بعد أن قدمت على مسرح الأمانة مسرحية «السكاتية» وكانت 7 عروض على مدار سبعة أيام ودون مقابل مادي، ولكني لم أجد منهم اهتمامًا، والكلام يندرج على بقية الفنانين المحليين بالشرقية». واختار الجبر الفنان الشاب علي الدويان المعروف بشخصية أبو سكروب، لمشاركته في بطولة عمل فني، كما رفض مصطلح «نجم» وقال من وجهة نظري إن دائرة النجوم معكوسة فعلي المدفع وسعد الصانع وعبدالله السناني هم نجوم، والنجم المتعارف على نجوميته وحده لا يستطيع تقديم شيء ويحتاج عناصر مختلفة بما فيها الكومبارس، فهم من يسند إليهم العمل ومن الأسباب الرئيسية لنجاحه. تفاؤل رغم الحزن رغم الحزن في صوته، شدد الجبر على رفضه أن «يقلب بعض المنتجين العلاقات إلى «صحوبية» ليضغطوا بها على الفنان حتى يقدم تنازلات أو يشارك في أعمالهم بمقابل مادي زهيد»، لكنه مع ذلك أبدى تفاؤله، وقال «أنا متفائل بالمرحلة المقبلة لوجود تطبيقات يمكنها أن تكون المستقبل مثل «نتفلكس» و«شاهد» مؤكدًا أنها ستسحب البساط من الفضائيات وستزيد الفرصة لدى الفنان الحقيقي». مما قاله الجبر - جمعية الثقافة والفنون يفترض أنها انتهت منذ 20 عاما - جمعية المسرحيين تغط في سبات عميق وتغلب المصالح الشخصية على العامة - المنتجون يتهربون مني ويقلبون العلاقة «صحوبية» للحصول على نجوم بمقابل زهيد - فضائياتنا المحلية تجامل الآخرين على حسابنا