«لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ».. الأضحية من شعائر الإسلام، التي لها فضل عظيم عند الله سبحانه وتعالى، حيث أخبرنا نبينا الكريم أن الله يغفر عند أول قطرة من دمها كل ذنب، وهي سنة أبو الأنبياء إبراهيم. ما حكم الأضحية؟ اختلف الفقهاء في ذلك على مذهبين: الأول، وهو لجمهور الفقهاء: الأُضْحِيَّةُ سنةٌ مؤكدةٌ في حق الموسر، وهذا قول الشافعية والحنابلة، وهو أرجح القولين عند مالك، وغيرهم. الدليل: ما روي أن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قالت أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّىَ فَلاَ يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا»، ونص الحديث يدل على الاختيار، من مفهوم قوله «وأراد أحدكم». والثاني: الأضحية واجبة، وقال بذلك أبو حنيفة. متى نضحي؟ بعد صلاة عيد الأضحى، إلى عصر اليوم الثالث من أيام التشريق، لكن أفضل الأوقات هو أول أيام العيد قبل زوال الشمس. ما هي شروط الأضحية؟ - أن تكون من بهيمة الأنعام، وهي الإبل والبقر والغنم، ضأنها ومعزها. - أن تبلغ السن المحددة شرعًا، فلا يجزئ من الضأن إلا ما تم له ستة أشهر، ولا من المعز إلا ما تم له سنة، ولا من البقر إلا ما تم له سنتان، ولا من الإبل إلا ما تم له خمس سنين. - أن تكون خالية من العيوب المانعة من الإجزاء، كالعور والمرض والهزال والعرج. - أن تكون ملكًا للمضحي، أو مأذونًا له فيها من قبل الشرع، أو من قبل المالك. - ألا يتعلق بها حق للغير، فلا تصح التضحية بالمرهون. - أن يضحي بها في الوقت المحدد شرعًا، وهو من بعد صلاة العيد يوم النحر، إلى غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، وبذلك فإن هناك 4 أيام يتاح فيهم للمسلم ذبح الأضاحي. كيف تتم عملية توزيع الأضحية؟ الأفضل أن تُقسم ثلاثة: ثلثٌ للمضحي ولأهل بيته، وثلث للأقارب، وثلثٌ للفقراء. ما آداب الأضحية؟ التسمية والتكبير - الإحسان في الذبح بحدِّ الشفرة - إراحة الذبيحة والرفق بها - إضجاعها على جنبها الأيسر موَّجهة إلى جهة القبلة لمن استطاع. ما يشترط في الذابح؟ يستحب أن يذبح المضحي بنفسه، وإلا يشترط أن يكون مسلمًا، أو كتابيًا، عاقلًا، وألا يذبح لغير اسم الله تعالى. هل هناك دعاء مخصص للذبح؟ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ذَبَحَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الذَّبْحِ كَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ مُوجَأَيْنِ -أي خصيَّيْن-، فَلَمَّا وَجَّهَهُمَا قَالَ: «إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ عَلَى مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ، وَعَنْ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ بِاسْمِ الله، وَالله أَكْبَرُ»، ثُمَّ ذَبَحَ. هل يجوز للمضحي الأخذ من شعره وأظافره؟ من أراد أن يُضحي فلا يأخذ من شعره ولا أظفاره شيئًا، لكن اجتهادات فقهية كثيرة تقول إن هذا الرأي محمول علي الاستحباب لا علي الحتم والإيجاب، بمعني أن من أراد أن يُضحي فإنه يكره له الأخذ من شعره وأظفاره، وكذلك سائر جسده، فإن فعل لا يكون آثما، إنما تاركًا للفضيلة فقط. على مَن تُجزئ الأُضْحِيَّة ؟ عن صاحبها، وعن أهل بيته الذين ينفق عليهم، وبذلك قال مالك والشافعي وغيرهما. هل يجوز الاشتراك في الأضحية؟ نعم، بشرط أن تكون من الإبل والبقر، فيمكن لسبعة أفراد مختلفين أن يتشاركوا في بدنة أو بقرة، أما الاشتراك في الشاة والماعز، فلا يجوز.