طرأت تطورات ميدانية على سير المعارك بين النظام والثوار السوريين، وخاصة في مدينة حلب حيث تدور معارك ضارية في أحياء المدينة بين المعارضة والقوات النظامية التي تستخدم المروحيات في محاولة لاستعادة السيطرة على المدينة، في حين تتعرض بعض مناطق دمشق وريفها إلى القصف. وتوقعت مصادر في المعارضة في بيروت، سقوط حلب بالكامل قريباً بيد الثوار، لتكون منطلقا لتحرير دمشق. وأوضحت المصادر في حديث ل"الوطن" أمس أنه "حتى الآن سقطت كل الأحياء التي تمتد على الخط القائم من منطقة صلاح الدين حتى مساكن هنانو ومنها أحياء صلاح الدين والسكري والفردوس والمرجة والشعار والصالحية والشيخ سعيد وطريق الباب والصاغور وغيرها، واقترب الثوار من باب النصر الذي يشكل وسط المدينة". وذكرت المصادر أن "عمليات الجيش الحرّ لا تتوقف في العاصمة الثانية لسورية والاشتباكات مستمرة بشكل يومي. فنحن نضرب المراكز الأمنية والحواجز العسكرية التي ينشرها النظام في الأحياء المختلفة وكان لنا عملية كبيرة ضد السجن الكبير الذي هاجمناه وحررنا قسما من السجناء السياسيين فيه، حيث ارتكبت كتائب الأسد مجزرة قتل فيها ما لا يقل عن 15 سجيناً". ونبهت المصادر إلى قدوم "إيرانيين من دمشق إلى مطار حلب بشكل دوري على متن طائرات خاصة. ومن المطار، تقلّ باصات عسكرية هؤلاء الإيرانيين إلى مراكز أمنية محددة وقد رصدنا 3 منها على الأقل"، مرجحة "أنهم يخططون وينسقون مع أجهزة النظام، ويمهدون للقيام بعمل ما في حال زاد الضغط على كتائب الأسد". وأفادت لجان التنسيق المحلية أن أحياء القدم والعسالي وجورة الشريباتي في دمشق تتعرض إلى قصف عنيف. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن "إحدى القذائف أصابت مسجد الفرقان في حي العسالي وأحدثت أضرارا كبيرة فيه. وفي محافظة ريف دمشق، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى سماع أصوات انفجارات في ضاحية قدسيا "يعتقد أنها ناتجة عن قصف من قبل القوات النظامية لمدينتي التل والهامة فجرا". وأشارت الهيئة إلى "نزوح عدد كبير من العائلات من التل بعد القصف العنيف الذي تتعرض له المدينة بالدبابات والمدفعية"، موضحة أن الكهرباء مقطوعة بشكل كامل بينما تدعو المآذن الأهالي للنزول إلى الملاجئ. وفي مدينة حمص سقط مقاتل معارض إثر إصابته برصاص قناصة بحي القرابيص. ولفتت الهيئة إلى "قصف عنيف على أحياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص بقذائف الهاون والمدفعية"، بينما تشهد مدينة الرستن في الريف الحمصي "قصفا عنيفا ومتواصلا منذ ساعات بالمدفعية وراجمات الصواريخ والطيران المروحي". وفي محافظة إدلب قتل أربعة مدنيين إثر القصف وإطلاق النار الذي تتعرض له بلدة كفرومة، كما قتل طفلان نتيجة القصف على بلدة كرناز في ريف حماه فجرا، بينما تنفذ القوات النظامية حملة مداهمات بحثا عن مطلوبين في بساتين حي الشريعة. إلى ذلك أفاد نشطاء قدموا تسجيل فيديو لرجال مصابين بثقوب في رؤوسهم أنهم عثروا أمس على 11 جثة لرجال أعدمتهم القوات الموالية للأسد في حي القابون بدمشق. وأظهرت اللقطات 11 جثة تكسوها الدماء بعضها في أزقة وبعضها داخل مبنى. وقتل ثلاثة فيما يبدو بالرصاص بعد تغطية رؤوسهم بقمصانهم وكان آخر يركع في مواجهة الحائط. وقالت رانيا الميداني وهي نشطة في المعارضة تعيش قرب حي القابون إن الرجال ألقي القبض عليهم قبل خمسة أيام في حي مجاور. وأضافت عبر سكايب إن النشطاء عثروا عليهم في شارع تشرين واعتقدوا أن هؤلاء الرجال كانوا في السجن. وأضافت أنهم تمكنوا من دخول الشارع اليوم فقط حيث عثروا على الجثث لأن الشبيحة الموالين للأسد كانوا يحتلون الشارع.